للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أن يقلع عن المعصية.

٢ - أن يندم على فعلها.

٣ - أن يعزم أن لا يعود إليها أبدًا.

٤ - رد المظلمة إذا كان الذَّنْب يتعلق بحق آدمي.

فالواجب على العبد الندم والاستغفار والاشتغال بالتكفير بحسنة تضاده، فإن لم تساعده النفس على الندم على الترك لغلبة الشهوة، فقد عجز عن أحد الواجبين فلا ينبغي أن يعجز عن الواجب، الثاني: وهو أن يدرأ بالحسنة السيئة ليمحوها، قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.

فإن قلت: فكيف يكون الاستغفار نافعًا من غير حل عقدة الإصرار؟

فنقول: الاستغفار الذي هو توبة الكاذبين هو الاستغفار بمجرد اللسان من غير أن يكون لقلب فيه شركه، فأما إذا انضاف إليه تضرع القلب إلى الله تعالى وابتهاله في سؤال المغفرة عن صدق إرادة وخلوص نية ورغبة، فهذه حسنة في نفسها فتصلح لأن تدفع بها السيئة.

والمقصود أن للتوبة ثمرتان: إحداهما تكفير السيئات حتى يصير كمن لا ذنب له. الثانية: نيل الدرجات حتى يصير حبيبًا.

فالاستغفار بالقلب والتدارك بالحسنات وإن خلا من حل عقدة الإصرار من أوائل الدرجات، فليس يخلو من الفائدة أصلًا فلا ينبغي أن يظن أن وجودها كعدمه.

درجات الأعمال الصالحة في تكفير الذنوب الكبائر والصغائر هي: أولًا: أن تقصر عن تكفير الصغائر لضعفها وضعف الإخلاص فيها، الثانية: أن تقاوم الصغائر ولا ترتقي إلى تكفير شيء من الكبائر، الثالثة: أن تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيها قوة تكفر بها بعض الكبائر، والفائدة من تعدد وتنوع الأعمال الصالحة التي تصلح لتكفير الذنوب سواء كانت صلاة أو صوم أو صدقة أونحو ذلك، فإن وجد ما يكفره من الصغائر يكفره وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة تثبت به حسنات ورفعت به درجات.

<<  <  ج: ص:  >  >>