قال الطبري: وجعلنا قلوب هؤلاء الذين نقضوا عهودنا من بني إسرائيل قاسية، منزوعًا منها الخير، مرفوعًا منها التوفيق، فلا يؤمنون ولا يهتدون، فهم لنزع الله عز وجل التوفيق من قلوبهم والإيمان، يحرفون كلام ربهم الذي أنزله على نبيهم موسى -صلى الله عليه وسلم-، وهو التوراة، فيبدلونه، ويكتبون بأيديهم غير الذي أنزله الله عز وجل على نبيهم، ثم يقولون لجهال الناس: هذا هو كلام الله الذي أنزله على نبيه موسى - صلى الله عليه وسلم -، والتوراة التي أوحاها إليه. وهذا من صفة القرون التي كانت بعد موسى من اليهود، ممن أدرك بعضهم عصر نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولكن الله عز ذكره أدخلهم في عداد الذين ابتدأ الخبر عنهم ممن أدرك موسى منهم، إذ كانوا من أبنائهم، وعلى منهاجهم في الكذب على الله، والفرية عليه، ونقض المواثيق التي أخذها عليهم في التوراة. (١)
يقول الرازي مبينًا إعجاز القرآن الكريم في هذا الباب: قوله تعالى {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} هو إشارة إلى أن أهل الكتاب يذكرون التأويلات الفاسدة للنصوص التي عندهم وليس فيه بيان أنهم يخرجون اللفظة من الكتاب، أما في الآية الثانية فقوله تعالى