للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْكَلَامِ، الَّتِي مِنْهَا يَحْصُلُ الحْسَدُ وَالخِصَامُ وَالافْتِرَاءُ وَالظُّنُونُ الرَّدِيَّةُ، وَمُنَازَعَاتُ أُنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الحَقِّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوَى تِجَارَةٌ. تَجَنَّبْ مِثْلَ هؤُلَاءِ." (تيموثاوس (١) ٦/ ٣ - ٥)، ويقول منددًا بمخالفيه: "اُنْظُرُوا الْكِلَابَ. انْظُرُوا فَعَلَةَ الشَّرِّ. انْظُرُوا الْقَطْعَ." (فيلبي ٣/ ٢). "وتعليقنا على هذه الألفاظ التي ذكرها بولس في رسائله ضد الحواريين هو الدهشة أن تصدر مثل هذه الألفاظ من داعية ديني".

وعلى هذا المنوال تمتلئ رسائله بالهجوم على معارضيه من النصارى، فيتهمهم بسائر أنواع التهم من كفر ونفاق ... (انظر كولوسي ٤/ ١٠ - ١١، فيلبي ٢/ ١٩ - ٣١، تيطس ١/ ٩ - ١٣، تيموثاوس (١) ١/ ٣ - ٧، ٢/ ٢٣، ٦/ ٢٠ - ٣٤) وغيرها.

٤ - ويقول عن تلاميذ المسيح: "وَلكِنْ بِسَبَبِ الإِخْوَةِ الْكَذَبَةِ المُدْخَلِينَ خُفْيَةً، الَّذِينَ دَخَلُوا اخْتِلَاسًا لِيَتَجَسَّسُوا حُرِّيَّتَنَا الَّتِي لَنَا فِي المُسِيحِ كَيْ يَسْتَعْبِدُونَا، الَّذِينَ لَمْ نُذْعِنْ لَهُمْ بِالْخُضُوعِ وَلَا سَاعَةً .... " (غلاطية ٢/ ٤ - ٥)، ومما يؤكد أن قصده التلاميذ لا غيرهم قوله: "الَّذِينَ لَمْ نُذْعِنْ لَهُمْ بِالْخُضُوعِ وَلَا سَاعَةً".

٥ - وينال بولس من بعض تلاميذ المسيح الذين يقول عنهم المسيح: "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ" (يوحنا ١٥/ ١٦)، لكن بولس ومدرسته لم تبق لهم ثمرًا، ولم تخلد لهم فكرًا ولا كتبًا، فيما سوى بعض الصفحات القليلة.

٦ - ويتهم بولس بطرس كبير الحواريين بالرياء فيقول: "وَلكِنْ لمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ مَلُومًا ... وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أيضًا، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أيضًا انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ! لكِنْ لمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لَا يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الجمِيعِ: "إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيًّا لَا يَهُودِيًّا، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟ " (غلاطية ٢/ ١١ - ١٤).

٧ - ويقول منددًا ومحذرًا من أولئك الذين تركوا دعوته: "وَأَمَّا الأَقْوَال الْبَاطِلَةُ

<<  <  ج: ص:  >  >>