للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - إن العجب ليس فيما سبق من الأغلاط، بل في تلك الأخطاء التي لا يقع فيها كاتب مهما ضعفت مؤهلاته على الكتابة، ومنها أن سفر يشوع شرع يعدد المدن الفلسطينية التي سيأخذها كل سبط من أسباط بني إسرائيل، فيقول عن نصيب سبط يهوذا: "وَكَانَتِ المدُنُ الْقُصْوَى الَّتِي لِسِبْطِ بَنِي يَهُوذَا إِلَى تُخُمِ أَدُومَ جَنُوبًا: قَبْصِئِيلَ وَعِيدَرَ وَيَاجُورَ، وَقَيْنَةَ وَدِيمُونَةَ وَعَدْعَدَةَ، وَقَادَشَ وَحَاصُورَ وَيثْنَانَ، وَزِيفَ وَطَالمَ وَبَعَلُوتَ، وَحَاصُورَ وَحَدَتَّةَ وَقَرْيُوتَ وَحَصْرُونَ، هِيَ حَاصُورُ، وَأَمَامَ وَشَمَاعَ وَمُولَادَةَ، وَحَصَرَ جَدَّة وَحَشْمُونَ وَبَيْتَ فَالطَ، وَحَصَرَ شُوعَال وَبِئْرَ سَبْعٍ وَبِزْيُوتِيَةَ، وَبَعَلَةَ وَعَيِّيمَ وَعَاصَمَ، وَألْتُولَدَ وَكِسِيلَ وَحُرْمَةَ، وَصِقْلَغَ وَمَدْمَنَّةَ وَسَنْسَنَّةَ، وَلَبَاوُتَ وَشِلْحِيمَ وَعَيْنَ وَرِمُّونَ. كُلُّ المدُنِ تِسْع وَعِشْرُونَ مَعَ ضِيَاعِهَا.

" (يشوع ١٥/ ٢١ - ٣٢)، فقد ذكر سبعًا وثلاثين مدينة، وزعم أن عددها تسع وعشرون، فالفرق ثمانية مدن.

وقد حاولت نسخة الرهبانية اليسوعية تقليصه، فدمجت بعض الأسماء (حاصور ويثنان = حاصور بتنان)، و (حاصور وحدتة = حاصور حدتة)، و (قريوت وحصرون = قريوت حصرون)، و (عين ورمّون = عين رمون)، وحذفت واحدًا (بزيتوتية)، ووضعت بدلًا منه "وتوابعها"، واعتذر محققوها عن تلاعبهم بالنص وما أحدثوه فيه فقالوا عنه: "لم يُحفظ النص حفظًا جيدًا، فكثير من أسماء المدن تصوَّب بالرجوع إلى النص اليوناني أو إلى نصوص كتابية أخرى".

لكن رغم هذا كله فإن هناك ثلاثة أسماء زائدة، سها عن عدِّها كاتب السفر!

وفي الفقرة التي تليها من سفر يشوع ذكر الكاتب أسماء خمس عشرة مدينة، ثم أخطأ، فقال: "أربع عشرة مدينة مع ضياعها" (يشوع ١٥/ ٣٦)، وقد اقترح الشراح - كما نقل محققو الرهبانية اليسوعية - حذف الاسم الأخير، ليقرأ النص: "والجديرة وتوابعها" بدلًا من قوله: "والجديرة وجديروتايم" (يشوع ١٥/ ٣٦). (١)


(١) هل العهد القديم كلمة الله (ص ١٦٦ - ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>