للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها اليوم في جبل عيبال، وتكلسها بالكلس."

وهذه الجملة "فانصبوا الحجارة التي أنا اليوم أوصيكم في جبل عيبال" في النسخة السامرية هكذا: (تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جريزيم وتشيده بشيد) (١).

وعيبال (٢) وجِرزيم (٣) جبلان متقابلان كما يفهم من الفقرتين ١٢ و ١٣ من هذا الإصحاح حيث يقول: "هؤلاء يقفون على جبل جرزيم لكي يباركوا الشعب حين تعبرون الأردن ... " وهؤلاء يقفون على جبل عيبال للعنة ... "، ومن الفقرة ٢٩ من الإصحاح "من هذا السفر حيث يقول" ... فاجعل البركة على جبل جرزيم، واللعنة على جبل عيبال"، فيفهم من النسخة العبرانية أن موسى عليه السلام أمر ببناء الهيكل -أعني المسجد- على جبل عيبال، ومن النسخة السامرية أنه أمر ببنائه على جبل جِرزيم، وبين اليهود والسامريين سلفًا وخلفًا نزاع مشهور تدعي كل فرقة منهما أن الفرقة الأخرى حرّفت التوراة في هذا المقام.

٢ - ورد في سفر التكوين الإصحاح ٢٩ - (طبعة سنة ١٨٤٤ م) - هكذا: "- ونظر بئرًا في الحقل، وثلاثة قطعان غنم رابضةً عندها لأن من تلك البئر كانت تشرب الغنم، وكان حجر عظيم على فم البئر (٣) وكان يجتمع كل الغنم ... (٨) فقالوا ما نستطيع حتى تجتمع الماشية" إلى آخر الآية، وفي طبعة سنة ١٨٦٥ م كما يلي: "وَنَظَرَ وَإِذَا فِي الْحَقْلِ بِئْرٌ وَهُنَاكَ ثَلَاثَةُ قُطْعَانِ غَنَمٍ رَابِضَةٌ عِنْدَهَا، لأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ يَسْقُونَ الْقُطْعَانَ، وَالحجَرُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ كَانَ كَبِيرًا. فَكَانَ يَجْتَمِعُ إِلَى هُنَاكَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ فَيُدَحْرِجُونَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَيَسْقُونَ الْغَنَمَ ... فَقَالوا: "لَا نَقْدِرُ حَتَّى تَجْتَمِعَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ وَيُدَحْرِجُوا الحْجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ، ثُمَّ نَسْقِي الْغَنَمَ".

ففي الآية الثانية والثامنة وقع لفظ "قطعان غنم"، ولفظ "الماشية"، والصحيح لفظ


(١) هذا نص التوراة السامرية ترجمة أبي الحسن إسحاق الصوري وتحيق أحمد حجازي السقا، والمطبوعة بالقاهرة سنة ١٩٧٨ م.
(٢) عيبال: جبل في شمال مدينة نابلس (شكيم).
(٣) جرزيم: جبل في جنوب مدينة نابلس (شكيم).

<<  <  ج: ص:  >  >>