٢٧/ ٣٤)، ومن المعلوم أن الخل غير الخمر. ولقد قصد متى من هذا التغيير أن يحقق النبوءة التوراتية المزعومة "٢١ وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاُ. "(المزمور ٦٩/ ٢١)، فأبدل كلمة الخمر التي كتبها مرقس بالخل.
٢ - يقول مرقس:"لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ الله هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي."(مرقس ٣/ ٣٥). وينقلها متى:"٥٠ لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي". " (متى ١٢/ ٥٠). فكلمة أبي وضعت لأسباب لاهوتية.
٣ - ومثله يقال عندما سأل المسيح تلاميذه عما يقولون فيه، فأجاب بطرس: "أنت المسيح" (مرقس ٨/ ٢٩).
لكن متى عدل في إجابة بطرس وجعلها: "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ الله الحيِّ! "."(متى ١٦/ ١٦).
٤ - ومن غلو متى تغييره لما جاء في مرقس عن عدم قيام المسيح بالمعجزات في الجليل حيث يقول:"وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلَا قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى المُحِيطَةَ يُعَلِّمُ."(مرقس ٦/ ٥ - ٦). حيث لم يصنع ولا قوة واحدة، لكنه شفى قليلين، لكن شفاء القليلين لم يكن كافيًا لإيمان أولئك القساة، فتعجب المسيح لعدم إيمانهم.
لكن متى عزّ عليه أن لا يصنع المسيح أي قوة، فقال:"وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيَمانِهِمْ."(متى ١٣/ ٥٨). إذًا هو صنع معجزات، ولكن ليس كثيرًا، وبرر قلة المعجزات بعدم إيمانهم. فأصبحت سببًا لقلة المعجزات بعد أن كانت عند مرقس نتيجة لها.