٦/ ٧ - ١)، فقد رأى الله على عرشه وحوله الملائكة، وخاف على نفسه الموت، لأنه رأى الله الذي توعدت النصوص من يراه بالموت.
٤ - ومن تناقضات التوراة ترددها في وصف الله بالقدرة التامة تارة، وبالعجز تارة أخرى، فقد وصفه سفر طوبيا بوصف حق حين قال:"لا إله قادر على كل شيء سواه"(طوبيا ١٣/ ٤).
وهذا المعتقد الصحيح تنقضه التوراة في مواطن كثيرة، نسبت إلى الله العجز كما في غلبة يعقوب عليه في المصارعة (انظر: التكوين ٣٢/ ٢٤ - ٣٢)، كما عجز عن طرد الكنعانيين الذين كانوا يمتلكون مركبات حديدية، إذ تقول الأسفار:"١٩ وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَهُوذَا فَمَلَكَ الجبَلَ، وَلكِنْ لَمْ يُطْرَدْ سُكَّانُ الْوَادِي لأَنَّ لهمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ."(القضاة ١/ ١٩).
٥ - وتتحدث التوراة عن رحمة الله وحلمه، فتقول:"٨ الْرَّبُّ حَنَّان وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ."(المزمور ١٤٥/ ٨)، ثم تنقضه حين تذكر ما حصل مع أهل بيت شمس الذين رأوا التابوت فقتلهم جميعًا، وكانوا أكثر من خمسين ألف رجل "١٩ وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُل وَسَبْعِينَ رَجُلًا."(صموئيل (١) ٦/ ١٩) فهل يستحق هذا الفعل هذه العقوبة؟ مع أن " ٨ الرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ."!
ولكن في سفر التكوين تنقضه، فتجعله جاهلًا ببعض صنائع عباده، إذ لما اختبأ آدم في الجنة بحث عنه الإله "فَنَادى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَال لَهُ: "أَيْنَ أَنْتَ؟ "."(التكوين ٣/ ٩)، ثم لم يعرف أن آدم أكل من الشجرة وصار عارفًا للخير من الشر، وأنه قد أدرك سوءة العري، فقال له:"فَقَال: "مَنْ أَغلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لَا تَأْكُلَ مِنْهَا؟ ""(التكوين ٣/ ١١).