الجديد" الصادرة عام ١٩٧٣ م، أبدلت ميكال بميراب، لتصحح هذا الخطأ الكبير الذي ما زال شامخًا في جميع الترجمات العالمية، ليدلل على أن هذا الكتاب ليس كلمة الله.
٨ - ومما تناقض فيه كتاب التوراة عدد وكلاء سليمان المسلطين على الشعب، فزعم سفر الملوك أنهم ٥٥٠ وكيلًا، في حين ذكر سفر الأيام أنهم ٢٥٠ وكيلًا فقط، يقول سفر الملوك: "هؤُلَاءِ رُؤَسَاءُ المُوَكَّلِينَ عَلَى أَعْمَالِ سُلَيْمَانَ خَمْسُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ، الَّذِينَ كَانُوا يَتَسَلَّطُونَ عَلَى الشَّعْبِ الْعَامِلِينَ الْعَمَلَ .... " (الملوك (١) ٩/ ٢٣).
في حين أن سفر الأيام يخالفه، فيقول في نفس السياق: "وَهؤُلَاءِ رُؤَسَاءُ المُوَكَّلِينَ الَّذِينَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ، مِئَتَانِ وَخَمْسُونَ المْتَسَلِّطُونَ عَلَى الشَّعْبِ .... " (الأيام (٢) ٨/ ١٠).
٩ - ومن عجيب تناقضات الكتاب وقوعها في صفحة واحدة، يكذب آخرُها أولَها, ليترك القارئ في دهشة وحيرة مما يقرأ، إذ يخبرنا سفر الملوك عن مدة حكم الملك السامري يهوآحاز بن ياهو، وأنه قد ملك مدة سبع عشرة سنة، بدأت في السنة الثالثة والعشرين من حكم الملك اليهوذي يوآش "فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ ليُوآشَ بْنِ أَخَزْيَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُوأَحَازُ بْنُ يَاهُو عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ سَبع عَشَرَةَ سَنَةً." (الملوك (٢) ١٣/ ١)، ولو سألتُ القاري في أي سنة من سنين الملك يوآش مات يهوآحاز؟ فإنه سيجيب بأنها السنة الأربعين من حكم يوآش.
ولن أسهب في شكره على توصله إلى الجواب بسرعة، إذ لا صعوبة البتة في أن ندرك مهما اختلفت ثقافاتنا وقدراتنا الرياضية أن ٢٣+ ١٧ = ٤٠
لكن هذه النتيجة على بساطتها لم يتوصل إليها الكاتب المجهول لسفر الملوك، إذ يقول في نفس الإصحاح وهو يحدثنا عن موت يهوآحاز وتولي ابنه يهوآش: "فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلَاثِينَ لِيُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُوآشُ بْنُ يَهُوأَحَازَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَة." (الملوك (٢) ١٣/ ١٠)، فهل كان موت يهوآحاز في السنة الأربعين من حكم يهوآش - كما توصل القاري الكريم- أم في السنة السابعة والثلاثين منه؟ إني أختبئ الكثير من الشكر والتقدير لذلك العبقري الذي سيخبر في أي القولين كان الحق الذي أوحى به الله العليم؟