للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعناده، ونجاة المؤمنين من غضبه وعقابه). (١)

ج- التعليق: وهكذا وبهذه الطريقة حاول الأب دي فو تبرير عملية تحويل الخرافات التي أدخلها الكتاب المقدس في روايته لأحداث الطوفان إلى حدث ذي أبعاد إلهية- ويغدو الأمر كما لو كان فكرة مناسبة وملائمة لإدماج الخرافة من أجل تقوية الإيمان وتوظيفها لتدعيم الإيمان لدى الإنسان متبعًا في ذلك مبدأ أن المؤلف قد استخدم الخرافة فيما يبدعه المؤلف من البشر لتصوير وإبراز وتجسيم التعاليم الدينية. إن هذا الموقف التبريري يتم اتخاذه من جانب المفسرين المسيحيين لتبرير وتمرير النصوص التي يفترض أنها نصوص مقدسة تقدم للناس كلام الله.

ولو أباح واستساغ الإنسان مثل هذا التدخل البشري الإنساني فيما هو إلهي يجوز تمرير كل ما اعتسفه وأدخله البشر من إضافات كلام الله في الكتاب المقدس بناء على قاعدة أن وجود مقاصد وأهداف ومعان دينية يبرر أي إضافات وأي تدخل وإدماج لكلام البشر في كلام الله، وتغدو هذه الإضافات البشرية إلى كلام الله مشروعة مقبولة في نظر المفسرين المسيحيين مما يجيز إضافات ما كتبه كهنة القرن السادس من عند أنفسهم وأضافوه إلى كلام الله في القرن السادس قبل الميلاد. بما في ذلك ما أضافوه من روايات وهمية لا أساس لها من الصحة كتلك التي شاهدنا فيما سبق من أمثلة لها.

د- بل ومحاولة مستميتة لرد العلم وإغلاق العقول والأعين عن الحقائق: ويعطينا الأب دي فو في مقدمته لسفر التكوين الأسباب التي تضطره إلى الدفاع عن نصوص الكتاب المقدس في كل الأحوال والظروف بأي وسيلة، وبأي ثمن حتى ولو كانت غير مقبولة من الناحية التاريخية أو من الناحية العلمية. إنه يطلب منا ألا ننظر إلى التاريخ التوراتي بذات القواعد العلمية التي يستخدمها الناس (٢)، بالنسبة إلى التاريخ البشري في


(١) التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث ٧٢
(٢) الأصل أن لا يكون هناك أدنى تعارض بين أن يكون الكتاب المقدس روحاني يسمو بالإنسان وبين أن يتوافق مع العلم لأن الأصل هذا ينبني على كونه من عند الله الذي يرشد الخلق إلى ما فيه صلاحهم في الدنيا =

<<  <  ج: ص:  >  >>