للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيامنا الراهنة كما لو كانت هنالك معايير مختلفة لتمحيص حقائق التاريخ. إن التاريخ عندما تتم روايته بطريقة غير صحيحة لا يكون تاريخًا بل يغدو خيالًا وأوهامًا. ويتفق كل الناس على صحة هذا المبدأ. ولكن التاريخ الذي يريده الأب دي فو بالنسبة التوراة لا ينبغي -من وجهة نظره- أن يخضع للمعايير والمقاييس والقواعد المتفق عليها كشروط لصحة سرد الوقائع التاريخية.

إن مفسر التوراة يرفض أي تمحيص لما تسرده التوراة من خلال حقائق علم الجيولوجيا أو حقائق العلوم التي تبحث تطورات الحياة في العصور الجيولوجية.

إن التوراة كما يقول الأب دي فو لا تأبه بأي من هذه الدراسات العلمية.

إذا أردنا أن نربط نصوص التوراة وننظر إليها في ضوء مثل هذه العلوم فلقد ننتهي إلى تعارض أو إلى توافق مصطنع.

وجدير بالذكر أن نلاحظ أن هذا الدفع وهذا التبرير الذي يلجا إليه الأب دي فو إنما يتعلق بالتناقضات الموجودة بسفر التكوين على وجه خاص في الأحد عشر أصحاحًا الأولى منه. (١)

هـ- ماذا لو كان العلم مؤيدًا للنصوص المقدسة غير معارض:

ولكن لو كانت أي حقيقة علمية يتم الكشف عنها تؤيد وتبرهن على صحة أي حقيقة من حقائق الكتاب المقدس يتم الترحيب بها وتتخذ دليلًا على مصداقية وصحة محتويات الكتاب المقدس كله ولا يتردد المفسر في الاستشهاد بمثل هذه المعارف العلمية الحديثة لمساندة حقائق التوراة وفي ذلك وفي مثل هذه الحالات يقول الأب دي فو بالحرف الواحد: (إن الشكوك التي غيمت وأحاطت بهذه النصوص التوراتية قد انقشعت وزالت


= والدين والذي خلق العلم ولا تخفى عليه خافية فإن زعموا غير ذلك فإنا نرد بعون الله تعالى، إن الوحي الإلهي لا يخطئ تاريخيا" أو علميا"، فإن كان هناك تعارض مع العلم في كتاب ينسب لله تعالى فإن مصداقية هذا الكتاب تكون مشكوك فيها، وعندما تتعارض محتويات الكتاب مع حقائق علمية مؤكدة (وليس نظريات علمية)، فإن هذا يثبت التلاعب والإضافات في هذا الكتاب.
(١) التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث ص ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>