للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقوله: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ} (المائدة: ٤٦)، أي مصدقا لما كان أمامه متقدما عليه من التوراة. وكقوله: {فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} (فصلت: ٢٥)، فالمراد بلفظ "ما بين أيديهم" ما أمامهم. وكقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (الأعراف: ٥٧)، أي يرسل الرياح مبشرات أمام رحمته التي هي المطر، إلى غير ذلك من الآيات". (١)

قال ابن جرير في تفسيره: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} يعني بذلك القرآن أنه مصدق؛ لما كان قبله من كتب الله التي أنزلها على أنبيائه ورسله، ومحقق ما جاءت به رسل الله من عنده، جميع ذلك واحد فلا يكون فيه اختلاف، ولو كان من ثم غيره كان فيه اختلاف كثير، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. (٢)

ثم ذكر بأسانيده عن مجاهد وقتادة والربيع ذلك.

٢ - ومنها قوله تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: ٤٢). وهذه الآية لا علاقة لها بصفة اليد لله تعالى ولكنه التدليس والتلبيس على الجهال أمثالهم.

وإليك قول ابن جرير الطبري في الآية:

وقوله: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} اختلف أهل التأويل في تأويله:

- فقال بعضهم: معناه لا يأتيه النكير من بين يديه ولا من خلفه.

ذكر من قال ذلك: عن سعيد: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. قال: النكير من بين يديه ولا من خلفه.


(١) أضواء البيان (٧/ ٢٨٨، ٢٨٩).
(٢) تفسير الطبري (٣/ ١٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>