للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الصلاة التي هي أعظم الأعمال العملية.

د) الزكاة: وتتبين مظاهر اليسر والتسهيل في أداء فريضة الزكاة من خلال الأمور الآتية:

١) أنها لم تأت على جميع الممتلكات والعقارات والأموال وإنما اقتصرت على بعض الأصناف.

٢) ثم إنها يشترط في الأصناف التي تجب فيها الزكاة أن تبلغ النصاب.

٣) ومن يسر الإسلام أيضًا في أداء هذه الفريضة أنه لم يجعل دفع الزكاة إلا مرة واحدة في السنة، وذلك بعد أن يحول عليها الحول.

٤) ومن ذلك أيضًا أن مقدار المال الواجب دفعه للزكاة قليل جدًّا بالنسبة للمال الذي يوجب فيه الزكاة بحيث لا يؤثر فيه كثيرًا ولا يتأثر بذلك صاحبه.

هذا فضلًا عن كيفية تعامل الإسلام مع زكاة الزروع، حيث أوجب العشر في التي تسقى بماء المطر، ونصف العشر بالتي تسقى بالنضح والآبار، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فِيمَا سَقَتْ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ" (١).

وهكذا نلاحظ يسر الإسلام وتسهيله في هذا الجانب مما يجعل صاحب المال يسارع إلى إخراج زكاة ماله عن طيب نفس، دون ضجر أو ملل أو ثقل.

هـ) الصيام: ونستطيع أن نلاحظ تيسير الإسلام أيضًا في هذه الفريضة من خلال النقاط الآتية:

١) أن الصيام لم يفرض إلا في شهر واحد في السنة وهو شهر رمضان قوله تعالى: {أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (البقرة: ١٨٤)، وهذا فيه سعة وتيسير على المسلم.

٢) أن وقت الصيام من الفجر إلى غروب الشمس، ولا يجوز الزيادة في هذا الوقت، من أجل ذلك نهى عن صوم الوصال وهو وصل صيام يومين أو ثلاثة متواليات، لما في ذلك من مشقة وعنت على النفس يقول - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُوَاصِلُوا قَالُوا إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَال لَسْتُ


(١) البخاري (١٤٨٣) عن ابن عمر رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>