للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصرح الإمام أحمد بأن القول: بإعادة الضمير على آدم أو على الرجل المضروب قول الجهمية، فقال: من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي، وأي صورة لآدم قبل أن يخلقه؟ (١).

وقال عبد الله بن الإمام أحمد: قال رجل لأبي: إنّ فلانًا يقول في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ الله خلق آدم على صورته) فقال: على صورة الرجل، فقال أبي: كذب، هذا قول الجهمية، وأي فائدة في هذا (٢).

وممن قال بهذا القول أيضًا الآجري رحمه الله، فقد عقد بابًا بعنوان (الإيمان بأن الله خلق آدم على صورته بلا كيف)، ثم ساق هذا الحديث بطرق متعددة، ثم قال: هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها، ولا يقال فيها كيف، ولم؛ بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر (٣).

وقال به أيضًا ابن قتيبة، وأبو يعلى الفراء، وأبو إسماعيل الهروي، فقد عقد بابًا بعنوان: (إثبات الصورة لله عزَّ وجلَّ) (٤). ثم ساق تحته حديث أبي هريرة (خلق الله آدم على صورته).

وكذا قوام السنة إسماعيل التيمي الأصبهاني (٥)، والشيخ أبو بطين (٦)، وعبد العزيز بن باز (٧)، ومحمد العثيمين (٨) - عليهم رحمة الله-.


= صورة كانت لآدم حتى خلقه عليها؟ يقول: إن الله خلق على مثال؟ ويله، فكيف يصنع بالحديث الآخر: أن الله خلق آدم على صورة الرحمن. وذكر هذه الرواية الذهبي في (الميزان ١/ ٦٠٢ - ٦٠٣)، ووصف الراوي لها بأنه أتى بشيء منكر.
(١) الإبانة لابن بطة (١٩٨).
(٢) إبطال التأويلات (١/ ٨٨).
(٣) الشريعة (١/ ٣١٩).
(٤) الأربعين في دلائل التوحيد (١/ ٦٣).
(٥) الحجة في بيان المحجة (١/ ٣١٠ - ٣١١).
(٦) الدرر السنية (٣/ ٢٦٠ - ٢٦٤).
(٧) مجموع الفتاوى ومقالات متنوعة له (٤/ ٢٢٦).
(٨) شرح العقيدة الواسطية (١/ ١٠٨ - ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>