للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احْمِلُوا، فَوَضَعُوا العَرْش على كَوَاهِلِهِمْ، فَلَمْ يَزُولُوا؛ قال: فَجاءَ عِلْمٌ آخَرُ، وإنَّمَا كانَ عِلْمُهُمُ الَّذِي سأَلُوهُ القُوَّةَ، فَقال لَهُمْ: قُولُوا: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بالله، فقالوا: لا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إلا بالله، فَجَعَلَ اللهُ فِيهِمْ مِنْ الحَوْلِ والقُوَّةِ ما لَمْ يَبْلُغْهُ عِلْمُهُمْ، فَحَمَلُوا". (١)

قال الحافظ ابن كثير: وقوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} أي: يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة. ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش: العرش العظيم، أو: العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم بالصواب. وفي حديث عبد الله بن عَميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب، في ذكر حَمَلة العرش أنهم ثمانية أوعال. (٢)

وقد أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو قال: حملة العرش ثمانية، ما بين مُوق أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام. (٣)

وأخرج أيضًا عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُذِنَ لي أن أحدثكم عن ملك من حَمَلة العرش: بُعْدُ ما بين شحمة أذنه وعنقه يخفق الطير سبعمائة عام" (٤).

وقد رواه أبو داود في كتاب "السنة" من سننه: عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش: أنَّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". (٥)


(١) مرسل ضعيف. أخرجه الطبري في تفسيره ٢٩/ ٥٨ من طريق يونس، عن ابن وهب، عن ابن زيد به.
فيه ابن زيد هو أسامة بن زيد بن أسلم: ضعيف.
(٢) الوعل: هو تيس الجبل، والخبر منكر وسيأتي.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٨٩٦٦) قال حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد، حدثنا زيد بن الخباب، حدثنا أبو السمح البصري، حدثنا قبيل حيي بن هاني، أنه سمع عبد الله بن عمرو، يقول .. فذكره.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٨٩٦٦). قال ابن كثير: وهذا إسناده جيد، رجاله ثقات.
(٥) أخرجه أبو داود ٤٧٢٧) وإسناده حسن. وقد صححه الألباني في الصحيحة (١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>