للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها يروا أن في نفسك نقضا لعهدهم فقال: دعوهم، عمر وآل عمر في طاعة أبي عبيدة (١).

٦) وعن مجاهد قال: كنت عند عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - وغلامه يسلخ شاة فقال: "يا غلام، إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي، فقال رجل من القوم اليهودي: أصلحك الله؟ قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوصي بالجار حتى خشينا أو رؤينا أنه سيورثه" (٢).

٧) وفي خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتب إلى عدي بن أرطأة: وانظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه (٣).

٨) وعندما أمر عمر بن عبد العزيز مناديه ينادى: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها، قام إليه رجل ذمي من أهل حمص فقال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله قال: وما ذاك؟ قال: العباس بن الوليد بن عبد الملك اغتصبني أرضي. والعباس جالس، فقال له عمر: يا عباس ما تقول؟ قال: نعم أقطعنيها أمير المؤمنين الوليد وكتب لي بها سجلا، فقال عمر: ما تقول يا ذمي؟ قال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله تعالى، فقال عمر: نعم كتاب الله أحق أن يتبع من كتاب الوليد قم فاردد عليه ضيعته فردها عليه ثم تتابع الناس في رفع المظالم إليه (٤).

٩) وفي عهد الرشيد كانت وصية القاضي أبي يوسف له بأن يرفق بأهل الذمة حيث يخاطبه بقوله: "ينبغي يا أمير المؤمنين أيدك الله أن تتقدم في الرفق بأهل ذمة نبيك وابن عمك محمد - صلى الله عليه وسلم - والتفقد لهم حتى لا يظلموا ولا يؤذوا ولا يكلفوا فوق طاقتهم ولا يؤخذ من أموالهم إلا بحق يجب عليهم" (٥).


(١) كتاب الأموال، أبو عبيد القاسم بن سلام (صـ ١٦٦)، وهذه الجملة الأخيرة تواضع من عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين للحق الذي قاله أمير الجيوش أبو عبيدة بن الجراح، فلله درهم من رجال!
(٢) الأدب المفرد (٦٢/ رقم ١٢٨)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم (٩٥).
(٣) الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام صـ ٥٠.
(٤) البداية والنهاية (٩/ ٢٣٩).
(٥) الخراج، أبو يوسف صـ ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>