٢) القواعد والمبادئ التي تتضمنها النصوص: فالآيات تتضمن حقوقًا كثيرة منها: حق الله، حق الوالدين، حق الحياة، حق اليتيم، حق الذمي وغير ذلك مما بينته الآيات.
٣) تنظيم علاقات الناس: فهذه القواعد جاءت لضبط حياة الناس في علاقة بعضهم ببعض، فهي تنظم علاقة الفرد بوالديه وأولاده وسائر فئات المجتمع، بل حتى مع المخالف في الدين، فله حق الوفاء بالعهد ونحوه.
٤) الوجوب والإلزام في تطبيق هذه المبادئ: فهذه المطالب جاءت بصيغة الأمر من الله تعالى، وهو في الأصل يقتضي الوجوب كما قرره أهل العلم، إضافة إلى أن الآيات الثلاث تضمنت في خاتمة كل واحدة منها؛ تأكيد الوجوب بقوله تعالى:{ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ}: أي أمركم به وأوجبه عليكم.
قال ابن كثير: يقول تعالى: هذا أوصاكم به وأمركم به وأكد عليكم فيه. (١)
كما أن هذه الحقوق هي واجبات شرعية ملزمة، فهي عبادات يؤجر على فعلها، ويحاسب على تضييعها، وهي تنظم في مجموعها علاقات الناس ومعاملاتهم وحياتهم الاجتماعية، فأصحاب هذه الحقوق هم فئات مختلفة من المجتمع مثل: الآباء والأمهات، الأيتام، الجيران، الأبناء، المرأة، وهكذا.
ومن جهة أخرى: ترتبط هذه الحقوق بالضرورات، التي جاءت الشرائع بحفظها، ذلك أن مصالح الناس الدنيوية والأخروية، إنما تكون بحفظ مقاصد الشريعة ومنها هذه الضرورات، فهي من الدين المشترك بين الأنبياء، ويدل على هذا قول الله تعالى:{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ}[المائدة: ٤٥]، وقوله: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (١٦٠) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَال النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء: ١٦٠ - ١٦١]