الإسلامي، ولكن الحقيقة التي نؤمن بها كمسلمين هو أن انتشار الإسلام كان كما يأتي:
١ - الصبر وتحمل الأذى: فقد أوذي المسلمون في مكة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذى شديدًا، حتى توجه الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف، وما كان من أهلها إلا أن قاموا في وجهه ورموه بالحجارة كما جاء في الحديث أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثت أنَّها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال:"لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: "إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال وسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا". (١)
٢ - التأني وعدم التسرع: إن الذين جاهدوا في غزوة بدر الكبرى هم الذين كانوا في مكة، فكانوا يطالبون الرسول بالرد بالمثل، إلا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرهم بكف الأيدي حتى أذن لهم بالقتال، والقرآن يصدق ذلك الموقف بقوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ} [الحج: ٣٩، ٤٠].
٣ - الحكمة في الدعوة وحسن الجوار مع غير المسلمين دون لجوء إلى السيف: فنرى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقبل في صلح الحديبية من الشروط في المعايشة مع الكفار ما لم يقبله أحد سواه، وكذلك المسلمون عند فتح بيت المقدس، مما يؤكد سمة الإسلام وسبب انتشاره.