للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أم بعد نقاش ومناظرة سادهما جو من التسامح الكامل، انتهى إلى القناعة والإيمان والرضى بالإسلام؟ .

٢ - إفريقيا:

يذكر توماس أرنولد حالة القبط قبل الفتح الإسلامي فيقول: كان القبط في مصر يعذَّب أحدهم ثم يلقى به إلى اليم.

وقد كتب في الباب الرابع من كتابه فصلًا عن انتشار الإسلام بين مسيحي أفريقيا جعل عنوانه "فتح مصر على أيدي العرب، وترحيب القبط بهم لأنقاذهم من الحكم البيزنطي" ومما جاء تحت هذا العنوان: "ويرجع النجاح السريع الذي أحرزه غزاة العرب، قبل كل شيء إلى ما لقوه من ترحيب الأهالي المسيحيين الذين كرهوا الحكم البيزنطي، لما عرف به من الإدارة الظالمة، ولما أضمروه من حقد مرير على علماء اللاهوت".

فماذا قدم الفتح الإسلامي لهم لتغيير حالتهم تلك؟ .

١ - لقد خلَّصهم من الضرائب العالية المرهقة، ولم يأخذ منهم إلا العشر مما كان يأخذه الروم.

٢ - وضمن لهم الحرية الدينية المطلقة، وقد اعترف "أرنولد" بأن الفتح الإسلامي قد جلب للقبط: (حياة تقوم على الحرية الدينية التي لم ينعموا بها قبل ذلك) (١).

ومن اعترافه أيضًا قوله: كفل - عمرو بن العاص - الحرية في إقامة الشعائر الدينية، وخلَّصهم بذلك من هذا التدخل المستمر الذي أنُّوا من عبئه الثقيل في ظل الحكم الروماني، ولم يضع عمرو يده على شيء من ممتلكات الكنائس، ولم يرتكب عملًا من أعمال السلب والنهب.

"وليس هنالك شاهد من الشواهد يدل على أن ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعًا إلى الاضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم الحديثين" (٢) "بل لقد تحول كثير من هؤلاء القبط إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح". (٣)


(١) الدعوة إلى الإسلام ص ١٢٣.
(٢) الدعوة إلى الإسلام ص ٢٤.
(٣) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>