للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - أسبانيا:

"أما عن حمل الناس على الدخول في الإسلام أو اضطهادهم بأية وسيلة من وسائل الاضطهاد في الأيام الأولى التي أعقبت الفتح العربي الإسلامي، فإننا لا نسمع عن ذلك شيئًا، وفي الحق أن سياسة التسامح الديني التي أظهرها هؤلاء الفاتحون نحو الديانة المسيحية، كان لها أكبر الأثر في تسهيل استيلائهم على هذه البلاد". كما ذكر "دوزي Dozy" تسامح العرب في أسبانيا مظهرًا رحمة الفاتحين، وشر الضرائب التي فرضت والتي كانوا يدفعون أضعافها مضاعفة. (١)

وفي معرض الحديث عن حكم العرب لأسبانية ورد في "المعرفة": "إن حكمهم لأسبانيا اتسم بالحكمة، ولم يكرهوا الناس على الدخول في دينهم، اكتفاء بدفع الجزية، وغدت أسبانيا في عهود حكمهم تنعم بأوفى قسط من الرخاء والرفاهية". (٢)

"وقد بلغ تأثير الإسلام في نفوس معظم الذين تحولوا إليه من مسيحصي أسبانيا مبلغًا كبيرًا، حتى سحرهم بهذه المدنية الباهرة، واستهوى أفئدتهم بشعره وفلسفته وفنه الذي استولى على عقولهم وبهر خيالهم" (٣).

هذا .. ولما خرج العرب المسلمون من أسبانية في ٢ كانون الثاني سنة ١٤٩٢ م "كان الأهالي المساكين لا يزالون يتمسكون بدين آبائهم، مع أنهم أرغموا على إظهار تدينهم بالمسيحية أكثر من قرن" (٤)، ثم خرج هؤلاء إلى الطرف الآخر من البحر، إلى المغرب، فارِّين بدينهم.

فهل دخلت أسبانيا في الإسلام بالإكراه وحد السيف؟

٤ - أوربا الشرقية:


(١) المصدر السابق ص ١٥٧.
(٢) موسوعة المعرفة: جـ ٤٣ ص ٦٨٤ الطبعة العربية.
(٣) الدعوة إلى الإسلام ص ١٦٤.
(٤) الدعوة إلى الإسلام ص ١٦٤، عن Lea، the Moriscos، ٢٥٩ p .:

<<  <  ج: ص:  >  >>