للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد فتح القسطنطينية عام ١٤٥٣ م: انطلق العثمانيون في أوربا الشرقية، فهل دخلت مناطق البلقان ويوغسلافيا وألبانيا ... في الإسلام بقوة السيف؟

لنرى ماذا عمل فاتح القسطنطينية بعد سقوطها بيده مباشرة، مكتفين بما جاء في كتاب توماس أرنولد.

"ومن أولى الخطوات التي اتخذها محمد الثاني - الفاتح - بعد سقوط القسطنطينية وإعادة إقرار النظام فيها، أن يضمن ولاء المسيحيين بأن أعلن نفسه حامي الكنيسة الإغريقية. فحرَّم اضطهاد المسيحيين تحريمًا قاطعًا، ومنح البطريق الجديد مرسومًا يضمن له ولأتباعه ولمرؤوسيه من الأساقفة حق التمتع بالامتيازات القديمة، والموارد والهبات التي كانوا يتمتعون بها في العهد السابق، وقد تسلَّم جناديوس، أوَّل بطريق بعد الفتح التركي، من يد السلطان نفسه، عصا الأسقفية التي كانت رمز هذا المنصب، ومعها كيس يحتوي على ألف دوكة ذهيبة" (١).

لم يتدخل الفاتحون في أمور الكنيسة "بعكس السلطة المدنية التي كانت مخولة للدولة البيزنطية" (٢). سمح لهم بالاحتفال بطقوسهم الدينية تبعًا لعاداتهم القومية (٣).

٥ - في بلاد فارس وما وراء النهر:

وحول انتشار الإسلام في بلاد فارس وما وراء النهر، فقد وضح توماس أرنولد ظروف انتشاره في المنطقة، وذلك في مقدمة الباب السابع في كتابه "الدعوة إلى الإسلام"، ولكنه سبق ذلك بوصف لمظالم الدولة الساسانية في شعبها، واستبدادها الذي امتاز بضروب الفوضى والعنت، فصار الشعب يكره ويمقت حكامه، وخاصة عندما تبنت الدولة الديانة الزوادشتية، وسمحت لكهنة هذه الديانة بالسيطرة حتى على بعض الأمور المدنية، وظهر الفتح الإسلامي كمخلص للشعب من حكم الساسانيين وذلك باعتراف "غيتاثي" (٤).


(١) الدعوة إلى الإسلام ص ١٧٠ - ١٧١: phrantzes م، ٦ - ٣٠٥. p .
(٢) الدعوة إلى الإسلام ص ١٧١.
(٣) الدعوة إلى الإسلام ص ١٧١، عن: Finaly، ٥٢٢. م. vol.iii
(٤) Caitani، vol.iii، ٩١١ - ٩١٠ . PP.,.

<<  <  ج: ص:  >  >>