للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب - في السنة:

ونبي الرحمة المهداة الرؤوف الرحيم، الذي بعثه الله رحمة للعالمين، يدعو إلى الرفق وينكر العنف في أحاديثه وسيرته ومنهجه في الحياة كلها، فهو صاحب الخلق العظيم:

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} هو المتمم لمكارم الأخلاق.

فها هي جملة مختصرة من توجيهاته وأحاديثه في الدعوة إلى الرفق والبعد عن العنف، وأن من حرم الرفق حرم الخير.

١ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" (١).

وسبب ورود هذا الحديث يدل على عظم خلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما يدل على خبث نفوس اليهود وسوء طويتهم وفساد أخلاقهم وآدابهم، فقد روى البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "استأذن رهط من اليهود على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك، فقلت - أي عائشة - بل عليكم السّام واللعنة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله قلت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: قلت: وعليكم.

٢ - ومن الأحاديث في هذا الباب عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا عائشة: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على غيره". (٢)

٣ - وعن عائشة - رضي الله عنها - أيضًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" (٣).

٤ - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق، فقد حرم حظه من الخير" (٤).


(١) البخاري (٦٩٢٧).
(٢) مسلم (٢٥٩٣).
(٣) مسلم (٢٥٩٤).
(٤) رواه الترمذي في سننه (٢٠١٣)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٨٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>