للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهادة هنري دي شامبون: مدير مجلة "ريفي بارلمنتير" الفرنسية: لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على العرب المسلمين في فرنسا لما وقعت بلادنا في ظلمات القرون الوسطى، ولما أصيبت بفظائعها، ولا كابدت المذابح الأهلية التي دفع إليها التعصب الديني المذهبي، لولا ذلك الانتصار الوحشي على المسلمين في بواتييه لظلت أسبانيا تنعم بسماحة الإسلام، ولنجت من وصمة محاكم التفتيش، ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون، ومهما اختلفت المشاعر والآراء حول انتصارنا ذاك فنحن مدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة، مدعوون لأن نعترف بأنهم كانوا مثال الكمال البشري في الوقت الذي كنا فيه مثال الهمجية (١).

شهادة المستشرق دوزي: "إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة أدى إلى إقبالهم على الإسلام، وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة" (٢).

شهادة بارتولد (٣): كانت في بلاد الخلافة الممتدة من رأس سان فنسنت الواقعة جنوبي البرتغال إلى سمرقند مؤسسات مسيحية غنية، قد حافظت على أملاكها غير المنقولة الموقوفة عليها. وكان نصارى بلاد الخلافة يتعاملون مع عالم النصرانية بدون مشقة، ويتمكنون من أن يتلقوا منهم إعانات لمؤسساتهم الدينية، وكان في المؤتمر الديني الذي


(١) نقلًا عن: صور من حياة التابعين، عبد الرحمن الباشا صـ ٤٢٠.
(٢) انظر: تاريخ أهل الذمة في العراق صـ ٧٠ نقلًا عن: نظرات في تاريخ الإسلام، دوزي، صـ ٤١١.
(٣) ق بارتولد ١٨٧٩ - ١٩٣٠ - V.Barghold. تخرج من جامعة بطرسبرغ ١٨٩١، وعين أستاذًا لتاريخ الشرق الإسلامي فيها ١٩٠١، فكان أول من درس تاريخ آسيا الوسطى. وعني بالشرق الإسلامي وحقق المصادر العربية المتعلقة به، وتخرج عليه عدد من المستشرقين. وقد انتخب عضوًا في مجمع العلوم الروسي ١٩١٢ ورئيسًا دائما للجنة المستشرقين فيه بعد الثورة البلشفية حتى وفاته.
تربو آثاره على الأربعمائة، أشهرها: تركستان عند غزو المغول لها- في مجلدين ١٨٩٨ - ١٩٠٩ - ، تاريخ دراسة الشرق في أوروبا وآسيا-١٩١١، حضارة الإسلام- ١٩١٨، تاريخ تركستان- ١٩٢٢، مغول الهند- ١٩٢٨، تاريخ أتراك آسيا الوسطى-١٩٣٤ وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>