للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انعقد في القسطنطينية سنة ٦٨٠ - ٦٨١ م مندوب من القدس أيضًا. ثم إن المسيحيين المقيمين ببلاد الخلافة كانوا مرتبطين بعضهم ببعض ارتباطًا وثيقًا) (١).

انتشر الدين الإسلامي في القرن الرابع للهجرة في قبائل الترك الرحل وفي بعض مدن التركستان الصينية بواسطة التجارة، وبدون استخدام أي سلاح فكان الأتراك الذين استولوا على البلاد الإسلامية في القرن الرابع الهجري مسلمين) (٢).

"إن النصارى كانوا أحسن حالًا تحت حكم المسلمين؛ إذ إن المسلمين اتبعوا في معاملاتهم الدينية والاقتصادية لأهل الذمة مبدأ الرعاية والتساهل" (٣).

يقول يعقوب نخلة (١٨٤٧ - ١٩٠٥ م) صاحب كتاب "تاريخ الأمة القبطية":

(ولما ثبت قدم العرب في مصر شرع عمرو بن العاص في تطمين خواطر الأهليين، واستمالة قلوبهم إليه، واكتساب ثقتهم به، وتقريب سراة القوم وعقلائهم منه، وإجابة طلباتهم).

وأول شيء فعله من هذا القبيل: استدعاؤه بنيامين البطريرك للحضور، والذي اختفى من أيام هرقل ملك الروم فكتب أمانًا وأرسله إلى جميع الجهات يدعو فيها البطريرك للحضور؛ ولا خوف عليه ولا تثريب، ولما حضر وذهب لمقابلته؛ ليشكره على هذا الصنيع أكرمه وأظهر له الولاء، وأقسم له بالأمان على نفسه وعلى رعيته، وعزل البطريرك الذي كان أقامه هرقل، ورد بنيامين إلى مركزه الأصلي معززًا مكرمًا، وكان بنيامين موصوفًا بالعقل والمعرفة والحكمة حتى سماه بعضهم الحكيم، وقيل: إن عمرًا لما تحقق ذلك منه قربه إليه، وصار يدعوه في بعض الأوقات يستشيره في الأحوال المهمة المتعلقة بالبلاد وخيرها، وقد حسب الأقباط هذا الالتفات منه عظيمة وفضلًا جزيلًا لعمرو، واستعان عمرو في تنظيم البلاد بفضلاء القبط وعقلائهم على تنظيم حكومة عادلة تضمن راحة


(١) تاريخ الحضارة الإسلامية صـ ٥٤.
(٢) المرجع نفسه صـ ١٢٢.
(٣) تاريخ أهل الذمة في العراق لتوفيق سلطان، صـ ١٢٤، نقلًا عن الحضارة الإسلامية، بارتولد، صـ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>