للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسلام" (١)، فقد قدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - إفشاء السلام على ما عداه من القضايا مثل: إطعام الطعام، وصلة الأرحام، وربطه بدخول الجنة.

ويكون إفشاء السلام على من تعرف ومن لا تعرف، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلًا سأل الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف" (٢)، ولهذا ينصح الرسول - صلى الله عليه وسلم - المسلمين بإفشاء السلام إن أرادوا دخول الجنة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (٣)؛ لأن إفشاء السلام هو المقدمة الطبيعية للإيمان والمحبة وهما السبب في دخول الجنة.

٧ - السلام مفتاح الدخول إلى البيوت: قال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} (النور: ٦١).

٨ - السلام علامة توقير واحترام: فعن شيبة الحجبي عن عمه، قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث يصفين لك ود أخيك: تُسلّم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحبّ الأسماء إليه". فقد جعل الرسول من إفشاء السلام مدخلًا للوصول إلى مودة الأخ وكسب صداقته.

٩ - السلام تحية الله لعباده يوم القيامة: فالله سبحانه يستقبل عباده المؤمنين الداخلين جنته بالسلام يوم القيامة، يقول تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا} (الأحزاب: ٤٤).

١٠ - السلام على جميع الناس: فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: من سلّم عليك من خلق الله فاردد عليه، وإن كان مجوسيًّا، ذلك بأن الله تعالى يقول: {فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (النساء: ٨٦).


(١) رواه أحمد (٢٣٧٨٤) والترمذي (٢٤٨٥) وابن ماجه (١٣٣٤) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٥٦٩).
(٢) رواه البخاري (١٢)، ومسلم (٣٩).
(٣) رواه أحمد (١/ ١٦٧)، والترمذي (٢٥١٠)، قال الترمذي: صحيح، وصححه الألباني في إرواء الغليل (٣/ ٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>