للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالحجة وسيلة لنشر الدعوة الإسلامية: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: ١٢٥). {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (النور: ٥٤). {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} (الغاشية: ٢١ - ٢٢). {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (٤٥)} (ق: ٤٥).

وقد صرحت الآيات في القرآن الكريم أن الله تعالى لم يرد من خلقه أن يكونوا مؤمنين عن طريق القهر؛ بل عن طريق النظر، إذ لو أراد سبحانه إيمانا قهريًّا لطبعهم عليه كما طبع الملائكة، لكنه ترك البشر وما يختارون، واكتفى بأن أخذ عليهم مواثيق الفطرة وأشهدهم بها على أنفسهم، وأرسل إليهم رسلًا تذكرهم وتدعوهم إلى النظر في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء، ولمَّا كان من سننه سبحانه في بني الإنسان أن تختلف عقولهم وأفكارهم، وتتفاوت أنظارهم في الآيات الدالة على الإيمان فيؤمن بعض ويكفر آخرون، جاءت نصوص الإسلام داعية إلى الإيمان بالله عن طريق النظر والاختيار قال سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (١٠٠) قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} (يونس: ٩٨: ١٠١).

وقال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود: ١١٨، ١١٩). وقال أيضًا: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٣٥)} (الأنعام: ٣٥).

بل وأفادت الآيات كذلك أن تلك هي طبيعة الدعوات السماوية قاطبة التي جاءت بها رسل الله أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>