للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨)} [الأعراف: ١٥٨]

المعنى: هَذَا خِطَابٌ عَامٌّ لِجَمِيعِ الْبَشَرِ مِنَ الْعَرَب وَالْعَجَمِ، وَجَّهَهُ إِلَيْهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله النَّبِيُّ الْعَرَبِيُّ الْهَاشِمِيُّ بِأَمْرِ الله تَعَالَى، يُنْبِئُهُمْ بِهِ أَنَّهُ رَسُولُ الله تَعَالَى إِلَيْهِمْ كَافَّةً لَا إِلَى قَوْمِهِ الْعَرَبِ خَاصَّةً (كَمَا زَعَمَتِ الْعِيسَوِيَّةُ مِنَ الْيَهُودِ)، فَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}. (١)

٤ - {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: ١٢٨].

المعنى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ}، أيها القوم، رسول الله إليكم {مِنْ أَنْفُسِكُمْ}، تعرفونه، لا من غيركم، فتتهموه على أنفسكم في النصيحة لكم {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ}، أي: عزيز عليه عنتكم، وهو دخول المشقة عليهم والمكروه والأذى {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ}، يقول: حريص على هُدَى ضُلالكم وتوبتهم ورجوعهم إلى الحق {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ} أي: رفيق {رَحِيمٌ}: شديد الرأفة والرحمة بكم. (٢)

٥ - وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)} [الأحزاب: ٢١].

المعنى: هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته


(١) تفسير المنار ٩/ ٢٥٥، والتفسير الميسر ٣/ ١١٩.
(٢) تفسير الطبري ١٤/ ٥٨٤، والوسيط لطنطاوي ١/ ٢٠٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>