للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - الطائفة الإسماعيلية: في العالم اليوم حوالي ١٣ مليونًا من الطائفة الإسماعيلية، التي تعبد رجلًا كإله، وتقدم له كل عام خمس أموالها، حيث تجعله في كفة ميزان، وتجعل الذهب في كفة أخرى حتى يتساويا، وتقدمه له كهديةٍ سنويةٍ.

فانظر إلى هذه الصورة من صور الشرك كيف أن ثلاثة عشر مليونًا من البشر مسخرين لخدمة فرد واحد قد يكون من أفجر الناس وأفسق الناس.

ومن صور الوثنية القديمة والحديثة الشيء الكثير ونضرب أمثلة لها:

١ - عند العرب: عن أبي رجاء العطاردي قال: (كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا حثوةً من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طُفنا به). (١)

وقال الكلبي: كان الرجل إذا سافر فنزل منزلًا أخذ أربعة أحجار، فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربًّا وجعل ثلاثًا - أثافي لقدره إذا ارتحل تركه.

وقال أيضًا: كان لأهل كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه، فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به، وإذا قدم من سفر كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أيضًا يتمسح به. (٢)

٢ - عند الهنود: يقول أبو الحسن الندوي في كتابه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" عن حال الوثنية في الهند: "بلغت الوثنية أوجها في القرن السادس فقد كان عدد الآلهة في "ويد" ثلاثةً وثلاثين، وقد أصبحت في هذا القرن ٣٣٠ مليونًا، وقد أصبح كل شيء رائعًا وجذَّابًا، وكل مرفق من مرافق الحياة إلهًا يُعبد. . وهكذا، وهكذا جاوزت الأصنام والتماثيل والآلهة والإلاهات الحصر وأربت على العدِّ، فمنها أشخاص تاريخية، وأبطال تمثل فيهم الله - زعموا - في عهود وحوادث معروفة، ومنها جبال تجلى عليها بعض آلهتهم، ومنها معادن


(١) رواه البخاري (٤٣٧٦).
(٢) انظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد على (١١/ ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>