للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالذهب والفضة تجلى فيها إله، ومنها نهر الكنج الذي خرج من رأس "مهاديو" الإله، ومنها آلات الحرب وآلات الكتابة وآلات التناسل وحيوانات أعظمها البقرة والأجرام الفلكية وغير ذلك، وأصبحت الديانة نسيجًا من خرافات وأساطير وأناشيد وعقائد وعبادات ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يستسغها العقل السليم في زمن من الأزمان". (١)

٣ - عند الفرس: كانوا يعبدون ملوكهم ونيرانهم.

٤ - اليابانيون: يعتبرون ملكهم ابن الشمس المعبودة.

٥ - اليونانيون: يعبدون إلاهًا للمطر وإلاهًا للحرب وإلاهة للحب .. وهكذا.

والخلاصة:

أن الإنسان اعتبر نفسه أقل من الحجر، وأقل من الشمس، وأقل من الحيوانات، وأقل من مظاهر الطبيعة كلها؛ بل جعلها في مقام السيد، وجعل نفسه في مقام العبد الذليل، وجعلها تتحكم فيه بواسطة وبغير واسطة.

وأما عند النصارى فقد سبق تفصيل عقيدتهم. (٢)

وأما بالنسبة للإلحاد فقد ألحد أُناسٌ قديمًا وحديثًا.

ومعنى الإلحاد أن الإنسان اعتبر نفسه عبدًا للكون كله بدلًا من أن يعبد جزءًا منه، وخلع على الكون كله صفات الألوهية، فالكون يخلق ويرزق، ويعطي ويمنع، ويحيي ويميت. . . .

وفي نهاية الأمر اعتبر الإنسان نفسه أعظم ما في الكون فعبد نفسه، واعتبر نفسه هو مصدر التشريع، ومصدر الحاكمية، ومصدر الأمر والنهي، وهو حرٌّ أن يفعل ويترك ما شاء، فغلبتهم شهواتهم، وظلموا بعضهم، وأصبح كلُّ واحد من هؤلاء يعتبر نفسه إلاهًا يفعل ما يشاء، لا رادَّ لحكمه فحدث على أيديهم من المآسي ما يندى له جبين البشرية كلها، حتى إنه قتل في عهد ستالين وحده تسعة عشر مليونًا من أبناء الاتحاد السوفيتي.


(١) ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، أبو الحسن الندوي (ص ٦٩).
(٢) انظر مبحث تحريف الكتاب المقدس من هذه الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>