للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الإسلام دين النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو الذي وضع الإنسان في مكانه الصحيح فعلمه: أن الكون كلَّه - قَمرَهُ وشمسَهُ ونجومَهُ وأرضَهُ وحيواناتِهِ من بقر ونمر وأسد وعجل، ونباتاتِهِ كلِّها، وأحجاره ومعادنه وكل شيء فيه خلق للإنسان.

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: ٢٩]، وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: ٢٠].

والإنسان هو أكرم مخلوق على وجه الأرض، فمن حقه أن يستفيد من هذا الكون إلى أقصى درجة ممكنه في حدود "لا ضرر ولا ضرار"، قال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: ٧٠].

٢ - وأن الله خالق الكون والإنسان، وهو وحده الإله المتصف بكل كمال، المنزه عن كل نقص، المستحق وحده للعبادة، والإنسان عبد وحده.

قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} [الذاريات: ٥٦]، فالناس كلهم عبيد لله ورسولهم ونبيهم وملكهم وخادمهم وكبيرهم وصغيرهم، ولا يجوز أن يعطوا عبوديتهم لأحد سواه.

قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٢٥].

قال تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: ٧٩].

وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)} [الكهف: ١١٠].

الله أكبر. . . كل الكون للإنسان، والإنسان لله، مقام الإنسان السيادة على المخلوقات؛ لأنها مسخّرة له والعبودية لله وحده.

<<  <  ج: ص:  >  >>