وأما الإسلام دين النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو الذي وضع الإنسان في مكانه الصحيح فعلمه: أن الكون كلَّه - قَمرَهُ وشمسَهُ ونجومَهُ وأرضَهُ وحيواناتِهِ من بقر ونمر وأسد وعجل، ونباتاتِهِ كلِّها، وأحجاره ومعادنه وكل شيء فيه خلق للإنسان.
والإنسان هو أكرم مخلوق على وجه الأرض، فمن حقه أن يستفيد من هذا الكون إلى أقصى درجة ممكنه في حدود "لا ضرر ولا ضرار"، قال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء: ٧٠].
٢ - وأن الله خالق الكون والإنسان، وهو وحده الإله المتصف بكل كمال، المنزه عن كل نقص، المستحق وحده للعبادة، والإنسان عبد وحده.
قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} [الذاريات: ٥٦]، فالناس كلهم عبيد لله ورسولهم ونبيهم وملكهم وخادمهم وكبيرهم وصغيرهم، ولا يجوز أن يعطوا عبوديتهم لأحد سواه.
قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: ٢٥].