للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وموقف اليهود منهما النفي: فلا الأولى بشارة بعيسى ابن مريم، ولا الثانية بشارة برسول الإسلام.

أما موقف النصارى فإن النفي - عندهم - خاص ببشارة رسول الإسلام. ولهم في ذلك مغالطات عجيبة، حيث قالوا:

إن "فاران" هي "إيلات" وليست مكة. وأجمع على هذا "الباطل" واضعوا كتاب: "قاموس الكتاب المقدس". وهدفهم منه واضح إذ لو سَلَّمُوا بأن "فاران" هي مكة المكرمة، للزمهم إمّا التصديق برسالة رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم -، وهذا عندهم قطع الرقاب أسهل عليهم من الإذعان له. .؟ ! ، أو يلزمهم مخالفة كتابهم المقدس. ولم يقتصر ورود ذكر "فاران" على هذا الموضع من كتب العهد القديم، فقد ورد في قصة إسماعيل - عليه السلام - مع أمه هاجر حيث تقول التوراة: "وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ، فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: "اطْرُدْ هذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّ ابْنَ هذِهِ الْجَارِيَةِ لَا يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ". فَقَبُحَ الْكَلَامُ جِدًّا فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. ١٢ فَقَالَ الله لإِبْرَاهِيمَ: "لَا يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلَامِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. ١٣ وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ". (تكوين ٢١: ٩ - ١٣).

وأيضًا "٢٠ وَكَانَ الله مَعَ الْغُلَامِ فَكَبِرَ، وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ. ٢١ وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ، وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. " (سفر التكوين ٢١: ٢٠ - ٢١).

على أنه يلزم من دعوى واضعى قاموس الكتاب المقدس من تفسيرهم فاران بإيلات أن الكذب باعترافهم وارد في التوراة؛ لأنه لم يبعث نبىّ من "إيلات" حتى تكون البشارة صادقة. ومستحيل أن يكون هو عيسى - عليه السلام -؛ لأن العبارة تتحدث عن بدء الرسالات وعيسى تلقى الإنجيل بساعير وليس بإيلات. فليست "فاران" إلا "مكة المكرمة" وباعتراف الكثير منهم، وجبل فاران هو جبل "النور" الذي به غار حراء، الذي تلقى فيه رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - بدء الوحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>