للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهجرة إسماعيل وأمه هاجر إلى مكة المكرمة "فاران" أشهر من الشمس.

وترتيب الأحداث الثلاثة في العبارة المذكورة:

- جاء من سيناء.

- وأشرق من ساعير.

- وتلألأ من فاران.

هذا الترتيب الزمنى دليل ثالث على أن "وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ" تبشير قطعي برسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم -.

وفى بعض "النسخ" كانت العبارة: "واستعلن من جبل فاران" بدل "تلألأ."

وأيًا كان اللفظ فإن "تلألأ" و"استعلن" أقوى دلالة من "جاء" و"أشرق" وقوة الدلالة هنا ترجع إلى "المدلولات" الثلاثة. فالإشراق جزء من مفهوم "المجيء" وهكذا كانت رسالة عيسى بالنسبة لرسالة موسى عليهما السلام.

أما تلألأ واستعلن فهذا هو واقع الإسلام، رسولًا ورسالة وأمة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وهذه المغالطة (أعني قولهم: فاران هي إيلات) لها مثيل، حيث تزعم التوراة أن هاجر أم إسماعيل عندما أجهدها العطش هي وابنها إسماعيل بعد أن طردا من وجه "سارة" طلبت الماء فلم تجده إلا بعد أن لقيا ملاك "الرب" في المكان المعروف الآن "ببئر سبع"؟ ! وأنها سميت بذلك لذلك. .؟ ! وكما كذبت فاران دعوى "إيلات" كذَّبت "زمزم الطهور" دعوى" بئر سبع؟

وستظل فاران - مكة المكرمة - وزمزم الطهور "عملاقين" تتحطم على صخورهما كل مزاعم الحقد والهوى (١).


(١) وانظر الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام، للقرطبي (٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>