(٢) رواه البخاري (٣٦٤٨)، ومسلم (٦٥١٣)، (٦٥١٦). يقول ابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٣/ ٦٢: لقد ظهرت حكمة علام الغيوب في ذلك؛ فإن المشركين لما سمعوا القرآن ابتدروا إلى الطعن في كونه منزّلًا من عند الله بقولهم في الرسول: هو شاعر، أي أن كلامه شعر حتى أفاقهم من غفلتهم عقلاؤهم مثل الوليد بن المغيرة، وأُنيس بن جُنادة الغفاري، وحتى قرعهم القرآن بهذه الآية: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩)} وبعد هذا، فإن إقامة الشعر لا يَخلو الشاعر فيها من أن يتصرف في ترتيب الكلام تارات بما لا تقضيه الفصاحة مثل ما وقع لبعض الشعراء من التعقيد اللفظي، ومثل تقديم وتأخير على خلاف مقتضى الحال فيعتذر لوقوعه بعذر الضرورة الشعرية، فإذا جاء القرآن شعرًا قصَّر في بعض المواضع عن إيفاء جميع مقتضى الحال حقّه. (٣) صحيح مسلم (٨٦٨). قال النووي في شرح مسلم (٦/ ١٥٧): ضبطناه بوجهين أشهرهما: ناعوس بالنون والعين هذا هو الموجود في أكثر نسخ بلادنا، والثاني: قاموس بالقاف والميم، . . .، وقال أبو عبيد: قاموس البحر: وسطه، وقال بن دريد: لجته، وقال صاحب كتاب العين: قعره الأقصى، وقال الحربي قاموس البحر: قعره، وقال أبو مروان بن سراج: قاموس فاعول من قمسته إذا غمسته، فقاموس البحر: لجته التي تضطرب أمواجها ولا تستقر مياهها، وهي لفظة عربية صحيحة.