للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما عند المسلمين فيؤمنون بما جاء في القرآن بأن المسيح خلق من روح مخلوقة، أنزلها الله مع جبريل لتُجعل في مريم؛ فيتكون المسيح من بعد ذلك بداخلها، فلم يكن هناك مباشرة بين رجل وامرأة، ولا أن المسيح له طبيعة ملائكية؛ بل له طبيعة بشرية، وذلك لقوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (١٦) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (١٨) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (١٩) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (٢٠) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (٢١) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} [مريم: ١٦ - ٢٢].

فإن الأبيونيين نفوا ألوهية المسيح لإنكارهم ميلاده العذراوي، وكانوا يفترضون أنه لو صح لديهم ميلاده العذراوي لجاز لهم احتمال تأليهه.

أما القرآن فينفي أي احتمالات على ألوهية المسيح، مع التأكيد على أنه لم يكن هناك مباشرة بين رجل وامرأة لإنجابه (١).

٢ - الإقرار بصلب المسيح وقتله. وشاركهم الكيرنثون، والكسائيون، والناصريون في ذلك. أما عند المسلمين فيؤمنون بما جاء في القرآن بنفي صلب المسيح وبنفي قتله (٢).

وذلك لقوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٥٨)} [النساء: ١٥٧, ١٥٨].

٣ - إنكار قيامة المصلوب بعد موته، وأنكروا عقيدة الفداء أو الخلاص أو الكفارة عن خطيئة آدم بدم المصلوب، وهذا عند: الأبيونيين، والكيرنثيين، والكسائيين في ذلك، أما الناصريون فأقروا بقيامة المصلوب بعد موته.


(١) انظر بحث (ألوهية المسيح) في هذه الموسوعة.
(٢) انظر بحث (الصلب والفداء) في هذه الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>