٤ - تحريم الذبائح في القربان: عند الأبيونيين، والكيرنثيين، والكسائيين، والناصريين. أما في الإسلام فأباح تلك الذبائح وأمر بها في الشعائر.
٥ - الاغتسال الكامل للبدن كل يوم لأداء الطقوس: عند الأبيونيين، والكيرنثيين، والكسائيين، والناصريين.
وهذا يختلف عن الوضوء عند المسلمين، فما يُغسل في الوضوء إلا بعضُ الأعضاء وهي: الوجه، واليدان إلى المرفقين، والرجلان إلى الكعبين، ويُمسح بالرأس، أما عندهم فيُغسل جميع البدن.
٦ - المسيح نبي لا إله ولا ابن الإله؛ وذلك عند الأبيونيين والكيرنثيين، إلا ما كان عند الكسائيين والناصريين من اختلافٍ في طبيعة المسيح.
مما سبق يتضح أنه إن كان ورقة أبيوني متشدد، وصاغ لمحمد القرآن من الإنجيل ووافق عقائدهم فيتبين خطأ ذلك الادعاء بوضوحٍ عند المقارنة المجردة ما بين العقائد التي أتى بها القرآن وعقائد الفرق النصرانية المختلفة، فنؤكد على أنه لا يوجد اتفاق تام بين العقائد التي أتى بها القرآن وأي عقيدة أخرى بشرية أرضية أو إلهية تم تحريفها من قِبل البشر كما حدث لليهودية والنصرانية.
وإن كان هناك حق في الأديان الأخرى المخالفة للإسلام، فليس معنى ذلك أنه خطأ، بل إن الإسلام يقرُّ بكل حق أيًّا كان قائله أو كاتبه.
الوجه الثالث: ورقة لم يكن أبيونيًا بل كان يبحث عن الحق في النصرانية، وحاول جاهدًا أن يتتبع الحق فيها ويترك ما فيها من باطل.