للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد - صلى الله عليه وسلم - لم تكن توحيدية بل كانت متعددة الآلهة، فالمسيح وأمه كانا يُقدسان كإلهين (١).

الوجه الثالث: من أهم ما يرد عليهم أن ورقة عندما أراد أن يتنصر ويتعلم دين النصرانية ذهب إلى الشام، وهذا لعدم توفر ذلك في الجزيرة العربية، فكان على الشرك قبل هذا؛ لأنه نشأ في بيئة وثنية.

الوجه الرابع: الواقع يشهد أن ديانة العرب المنتشرة في الجزيرة هي الشرك.

والسؤال هو: أين دليلهم على أن الجزيرة كانت على النصرانية؟

١ - قال المستشار نجيب وهبة (النصراني، المستشار بمجمع اللغة العربية سابقًا): كانت كثرةُ العرب في الجاهلية وثنيةً تؤمن بقوى إلهية كثيرة تنبث في الكواكب ومظاهر الطبيعة (٢).

ثم قال: نجران أهم مواطن المسيحية، ثم ذكر عدة أسماء للقبائل التي تنصرت في شبه الجزيرة، ولم يفصل في وجود كنائس أو قبائل نصرانية في مكة (٣).

٢ - وجود ثلاثمائة وستين صنمًا عند الكعبة (٤)، فإن عمرو بن لحي الخزاعي قد جلب الأصنام إلى مكة وغيرها، ودعا الناس إلى عبادتها، ومنها: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسرًا.

ثم اتخذ العرب أصنامًا أخرى ومنها: صنم مناة بقديد، واللات بالطائف، والعزى بوادي نخلة، وهبل في جوف الكعبة، وأصنام حول الكعبة، وأصنام في بيوتهم، واحتكم الناس إلى الكهان والعرافين والسحرة (٥).

فالذي يهمنا هي مكة موطن محمد ومبعثه، التي تؤكد كتب التاريخ أن غالب أهلها كانوا على الشرك.

الوجه الرابع: قال ورقة بن نوفل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي (٦).


(١) التاريخ العربي القديم: نلسن ديتلف وآخرون؛ ترجمة فؤاد حسنين وزكي محمد - نقلًا من كتاب: ورقة بن نوفل مبشر الرسول لغسان عزيز حسن (٢٨).
(٢) إشراقة شمس المسيحية في شبه الجزيرة العربية ٦١.
(٣) المصدر السابق صـ ١٣١.
(٤) ابن الأثير في ذكر فتح مكة ١/ ٣٣٢.
(٥) فتاوى الإسلام سؤال وجواب ١/ ٥٦٨.
(٦) البخاري (٣)، ومسلم (١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>