للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من النقط والشكل.

لو كان خلو المصاحف من الشكل والإعجام سببًا في تنوع القراءات واختلافها؛ أي أن هذا الاختلاف نتيجة حتمية لخلو المصاحف من الشكل والإعجام؛ لكانت كل قراءة يحتملها رسم المصحف صحيحة معتبرة من القرآن، وليس كذلك، فإن ما يحتمله رسم المصاحف من القراءات أربعة أقسام:

القسم الأول: ما ثبت بطريق التواتر، وهو جلُّ القراءات ومعظمها كالقراءات في كلمة (وَنُخْرِجُ)، في قوله تعالى: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء: ١٣]، فإن كلمة {وَنُخْرِجُ} فيها ثلاث قراءات:

الأولى: بنون مضمومة مع كسر الراء. (١) {وَنُخْرِجُ}.

الثانية: بياء مثناة تحتية مضمومة مع فتح الراء. (٢) {وَيُخْرَجُ}

الثالثة: بياء مثناة تحتية مفتوحة مع ضم الراء. (٣) {وَيُخْرُجُ}

والقراءات الثلاثة ثابتة بطريق التواتر، والرسم يحتملها كلها.

القسم الثاني: ما ثبت بطريق الآحاد وصح سنده بنقل العدل الضابط عن مثله، وهكذا إلى نهاية السند، واستفاض نقله عن أئمة الأداء، واشتهر ذكره بين شيوخ الإقراء وتلقاه علماء القراءة بالرضا والقبول، كقراءة {وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} [الأعراف: ٥٨] بضم الياء وكسر الراء في {يَخْرُجُ} (٤).

وقراءة {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [التوبة: ١٩] بضم السين


(١) قراءة الجمهور عدا أبي جعفر ويعقوب. (النشر ٢/ ٣٠٦).
(٢) قراءة أبي جعفر. النشر (٢/ ٣٠٦).
(٣) قراءة يعقوب. النشر (٢/ ٣٠٦).
(٤) ابن وردان بخلف عنه. (النشر ٢/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>