للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحذف الياء (١) - جمع ساق مثل رماة جمع رام، وعمرة بفتح العين والميم مع حذف الألف بعدها جمع عامر، مثل: صنعة جمع صانع، فهاتان القراءتان مع ثبوتهما بطريق الآحاد قد صح سندهما وذاع بين القراء خبرهما، وتلقوهما بالقبول، ورسم المصحف يحتملهما، وحكم هذين القسمين واحد، وهو: أن يكون كل واحد منهما يعتبر قرآنًا ويُتعبد بتلاوته في الصلاة وغيرها، فيجب قبوله ولا يحل إنكار شيء منه، ومن أنكر شيئًا منه فهو كافر حلال الدم.

القسم الثالث: مما ثبت بطريق الآحاد وصح سنده، ولكنه لم يشتهر ولم يظهر بالذيوع والاستفاضة، ولم يتلقاه علماء القراءة بالقبول كقراءة (وكان عبدًا لله وجيهًا) بفتح العين وباء تحتية موحدة ساكنة بعد العين مع نصب الدال وتنوينها. (٢) بدلًا من {وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: ٦٩]، وهذا القسم شاذ تمُنع القراءة به منع تحريم في الصلاة وخارج الصلاة، ولا يحل التعبد بتلاوته.

القسم الرابع: ما لم يصح سنده أو لم يُعرف له سند أصلًا كقراءة بعضهم {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: ١١٤]، بهمزة مفتوحة وباء موحدة تحتية مفتوحة بدلًا من {إِيَّاهُ} إياه بكسر الهمزة وياء مثناة تحتية مفتوحة مشددة، وهذا القسم لا يُعتبر قرآنًا، ولا يسوغ التعبد بتلاوته بحال، فتحرم القراءة به بإجماع المسلمين، ورسم المصحف يحتمل هذين القسمين الثالث والرابع.

وأزيد هذا الدليل إيضاحًا فأقول: في القرآن الكريم كلمات تكررت في مواضع كثيرة ورُسمت برسم واحد في جميع المواضع، ولكنها في بعض المواضع وردت فيها القراءات التي يحتملها رسمها، فاختلف فيها القراء وتنوعت فيها قراءاتهم، وفي بعض المواضع اتفق القراء على قراءتها بوجه واحد؛ لأن غيره لم يصح به النقل، ولم تثبت به الرواية مع أن الرسم يحتمله، وهاك أمثلة لما ذكرنا:


(١) ابن وردان بخلف عنه. (النشر ٢/ ٢٧٨).
(٢) المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات لابن جني (٢/ ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>