للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المثال الأول: كلمة (ملك).

ذُكرت في القرآن على أنها صفة أو في حكم الصفة في ثلاثة مواضع {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: ٤]، {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [آل عمران: ٢٦] {مَلِكِ النَّاسِ} [الناس: ٢]، ورُسمت هذه الكلمة برسم واحد في المواضع الثلاثة، وهو حذف الألف بعد الميم ولكن اختلفوا في قراءتها في موضع الفاتحة فقط، فمنهم من قرأها فيه بحذف الألف (١)، ومنهم من قرأها فيه بإثباتها (٢).

أما موضع آل عمران، فقد اتفقوا على قراءتها فيه بإثبات الألف مع أنه لو قُرئت الكلمة في هذا الموضع بحذف الألف لكان ذلك سائغًا لغةً ومعنى، ولكن لم تُقرأ بالحذف في هذا الموضع لعدم ثبوت الرواية فيه بالحذف.

وأما موضع سورة الناس فقد اتفق القراء على قراءة الكلمة فيه بحذف الألف مع أنه لو قُرئت هذه الكلمة في هذا الموضع بإثبات الألف لكان ذلك سائغًا لغةً ومعنى، ولكن لم تُقرأ الكلمة في هذا الموضع بالإثبات لعدم ثبوت النقل فيه بالإثبات، فلو كانت القراءات بالرأي والاجتهاد لا بالتلقي والتوقيف، وكان تنوع القراءات تابعًا لرسم المصحف لم يكن اختلاف القراء مقصورًا على موضع الفاتحة؛ بل كان يتناول الموضعين الآخرين، لكنهم اختلفوا في موضع الفاتحة واتفقوا في موضعي آل عمران والناس، فدل هذا على أن القراءات لم تكن بالاختيار والاجتهاد، ولم يكن تنوعها تابعًا للخط والرسم، وإنما هو تابع للسند والرواية والنقل.

المثال الثاني: كلمة {غِشَاوَةٌ}.

وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم في موضعين:

الأول: في سورة البقرة في قوله تعالى: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة: ٧].


(١) الجمهور. النشر (١/ ٢٧١).
(٢) عاصم والكسائي ويعقوب وخلف البزار (النشر ١/ ٢٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>