للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: في سورة الجاثية في قوله تعالى: {وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} [الجاثية: ٢٣]، وهذه الكلمة مرسومة في جميع المصاحف العثمانية بحذف الألف بعد الشين في الموضعين معًا، ومع ذلك اتفق القراء على قراءتها في موضع البقرة بكسر الغين وفتح الشين وإثبات ألف بعدها، واختلفوا في قراءتها في موضع الجاثية، فقرأها بعضهم بكسر الغين وفتح الشين وألف بعدها (١)، وقرأها بعضهم بفتح الغين وسكون الشين - من غير ألف - (٢)، ولو قُرئ موضع البقرة بفتح الغين وسكون الشين لكان ذلك صحيحًا لغةً ومعنى، ولكن لم يقرأ أحد بهذه القراءة في هذا الموضع لعدم ثبوتها فيه، وهذا يدل على أن القراءة إنما تُؤخذ بالمشافهة والسماع ولا تُؤخذ من خط المصحف ورسمه.

المثال الثالث: كلمة {الصَّاعِقَةُ}.

ذُكرت هذه الكلمة معرفة ومنكرة في القرآن الكريم في ستة مواضع:

الأول: في سورة البقرة {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: ٥٥].

الثاني: في سورة النساء {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: ١٥٣].

الثالث والرابع: في قوله تعالى في سورة فصلت: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣)} [فصلت: ١٣].

الخامس: في سورة فصلت أيضًا {فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [فصلت: ١٧].

السادس: في سورة الذاريات: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} [الذاريات: ٤٤].

وهذه الكلمة مرسومة في جميع المصاحف العثمانية في المواضع الستة بدون ألف بعد صاد، ولكن القراء أجمعوا على قراءتها في المواضع الخمسة الأولى بإثبات الألف بعد الصاد مع كسر العين، واختلفوا في الموضع السادس، فقرأها بعضهم فيه بإثبات الألف بعد


(١) الجمهور. النشر (٢/ ٣٧٢).
(٢) حمزة والكسائي وخلف البزار. (النشر ٢/ ٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>