(٢) يدل على ذلك ما أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ١/ ١٧١ من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن، فقام في الناس، فقال: من كان تلقى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعُسُب، وكان لا يقبل من أحد شيئًا حتى يشهد شاهدان، فقتل وهو يجمع ذلك إليه، فقام عثمان بن عفان فقال: من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به. وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما. قالوا: وما هما؟ قال: تلقيت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} إلى آخر السورة، قال عثمان: فأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما؟ قال: اختم بها آخر ما نزل من القرآن فختمت بها براءة، وإسناده ضعيف. يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب لم يسمع من عمر. وله شاهد أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ١/ ١٥٧ عن هشام بن عروة عن أبيه، أن أبا بكر قال لعمر، ولزيد: اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. وإسناده فيه انقطاع، قال الحافظ: رجاله ثقات مع انقطاعه. الفتح ٩/ ١٤. ويشهد له أيضًا ما أخرجه البخاري في قصة الجمع في عهد عثمان. عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - =