للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: إن عروة لم يسأل عائشة فيه عن حروف الرسم التي تزاد فيها لمعنى وتنقص منها لآخر تأكيدًا للبيان وطلبا للخفّة، وإنما سألها فيه عن حروف من القراءة المختلفة الألفاظ المحتملة الوجوه على اختلاف اللغات التي أذن الله - عز وجل - لنبيّه - صلى الله عليه وسلم - ولأُمّته في القراءة بها، واللزوم على ما شاءت منها؛ تيسيرا لها وتوسعة عليها. وما هذا سبيله وتلك حاله فعن اللحن والخطأ والوهم والزلل بمعزل؛ لفشّوه في اللغة ووضوحه في قياس العربية، وإذا كان الأمر في ذلك كذلك فليس ما قصدته فيه بداخل في معنى المرسوم، ولا هو من سببه في شيء، وإنما سمّى عروة ذلك لحنا وأطلقت عائشة على مرسومه كذلك الخطأ على جهة الاتّساع في الأخبار وطريق المجاز في العبارة؛ إذ كان ذلك مخالفا لمذهبهما وخارجا عن اختيارهما، وكان الأوجه والأولى عندهما، والأكثر والأفشى لديهما لا على وجه الحقيقية والتحصيل، فالقطع لما بيّناه قبل من جواز ذلك وفشوه في اللغة واستعمال مثله في قياس العربية مع انعقاد الإجماع على تلاوته كذلك دون ما ذهبا إليه إلا ما كان من


= ٦/ ٣٦٦، من طريق صخر بن جويرية، عن إسماعيل المكي، عن أبي خلف مولى بني جمح. باللفظ المذكور. وفيه أبو خلف المكي مولى بني جمح لا يعرف. كما قال ابن حجر في تعجيل المنفعة (١٢٦٥).
وأخرجه ابن راهويه في مسنده (١٦٤٤) والحاكم في الكنى كما في تعجيل المنفعة ١/ ٥٣٩، والطبري في تفسيره ١٨/ ٣٣ من طريق طلحة بن عمرو المكي، عن أبي خلف قال: دخلت مع عبيد بن عمير على عائشة، فسألها عبيد، كيف نقرأ هذا الحرف {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}؟ فقالت: (يَأْتُونَ مَا أَتَوْا). وكأنها تأولت في ذلك: والذين يفعلون ما يفعلون من الخيرات وهم وجلون من الله. وفيه طلحة بن عمرو المكي: متروك.
وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٢٣٥ من طريق يحيى بن راشد، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه قال: قلت لعائشة - رضي الله عنها -: يا أم المؤمنين كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ هذا الحرف {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}؟ قالت: أيهما أحب إليك؟ قلت: أحدهما أحب إلي من حمر النعم. قالت: أيهما؟ قلت: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} قالت: هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأها.
وأخرجه من نفس الطريق أنه قال: قلت لعائشة - رضي الله عنها -: يا أم المؤمنين كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ هذا الحرف {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}؟ قالت: أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأها يؤتون.
ومدار هذا الطريق على يحيى بن راشد وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>