ذلك أن حمزة قرأ على الأعمش أبي محمد سليمان بن مهران، وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى على علقمة الأسود، وعبيد بن نضلة الخزاعي، وزر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي وهم قرؤوا على ابن مسعود على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولحمزة سند آخر بهذه القراءة إلى ابن مسعود أيضًا.
ذلك أنه قرأ على أبي إسحاق السبيعي، وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعلى الإمام جعفر الصادق، وهؤلاء قرؤوا على علقمة بن قيس، وعلى زر بن حبيش، وعلى زيد بن وهب، وعلى مسروق، وهم قرؤوا على المنهال وغيره وهم على ابن مسعود وأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه وهما على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ثالثًا: أن الكسائي قرأ القرآن وفيه المعوذتان بسنده إلى ابن مسعود أيضًا.
ذلك أنه قرأ على حمزة الذي انتهى بين يديك سنده إلى ابن مسعود من طريقين.
رابعها: أن خلفًا يقرأ المعوذتين في ضمن القرآن الكريم بسنده إلى ابن مسعود أيضًا وذلك أنه قرأ على سليم وهو على حمزة.
وهذه القراءات كلها التي رويت بأصح الأسانيد وبإجماع الأمة فيها المعوذتان والفاتحة على اعتبار أن هذه السور الثلاث أجزاء من القرآن وداخلة فيه. فالقول ببقاء ابن مسعود على إنكار قرآنية هذه السورة محض افتراء عليه (١).
كما سقناه بين يديك عن أربعة من القراء السبعة بأسانيد هي من أصح الأسانيد المؤيدة بما تواتر واستفاض، وبما أجمعت الأمة عليه من قرآنية الفاتحة والمعوذتين منذ عهد الخلافة الراشدة إلى يوم الناس هذا.
إذًا فليحمل هذا الإنكار على أولى حالات ابن مسعود جمعا بين الروايتين.
وما يقال في نقل إنكاره قرآنية المعوذتين، يقال في نقل إنكاره قرآنية الفاتحة؛ بل نقل إنكاره