للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان الإسلام وصلهم فإما أن يكونوا دخلوا فيه أو لا، فإن لم يكونوا دخلوا في الإسلام، فإن في المحكم الواضح الدلالة من كتاب الله؛ بل في الكون وفي أنفسهم ما يدعوهم إلى الإسلام، فإن دخلوا فيه وأرادوا أن يعرفوا معنى هذه الكلمات فإن هذا باب من أبواب العلم.

لكن هل يجب عليهم ذلك؟ والجواب لا يجب؛ لأن العلم منه ما هو فرض ومنه ما هو فرض كفايه.

قال أبو عمر: قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع. واختلفوا في تلخيص ذلك، والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه، نحو: الشهادة باللسان، والإقرار بالقلب بأن الله وحده لا شريك له لا شبه له، ولا مثل، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، خالق كل شيء، وإليه مرجع كل شيء. (١)

قلت: فثبت أن معرفة تفسير هذه الحروف ليس واجبًا متعينًا على جميع الأفراد، وإنما يقوم به البعض بمعرفته؛ لينذر قومه ويزيل عنهم الشبهة.

لكن كيف يتعلم هذا البعض معنى هذه الكلمات؟

والجواب عن ذلك في القرآن حيث قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وكيف يسأل؟

والجواب من وجوه:

١ - يرحل إلى العلماء.

٢ - أن يدعو العلماء إلى بلادهم.

٣ - المراسلة.


(١) مختصر جامع بيان العلم وفضله (١٢ - ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>