للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك رواية أخرى عنه:

عن ابن عباس قال لما هرب إبراهيم من كوثي، وخرج من النار ولسانه يومئذ سرياني، فلما عبر الفرات من حران غير الله لسانه فقيل: عبراني حيث عبر الفرات، وبعث نمروذ في أثره، وقال لا تدعوا أحدًا يتكلم بالسريانية إلا جئتموني به، فلقوا إبراهيم فتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته.

وهذا سند أيضًا لا يصح به نقل عن ابن عباس مسلسل بالعلل كما هو مبين (١).


= ضعفه ابن راهويه. وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير. وقال ابن معين: كتبنا عنه، وليس في المغازي أتم من كتابه. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن عدى: لم أجد لسلمة ما جاوز الحد في الإنكار. وقال ابن المديني: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة.
وروى عباسٌّ، عن ابن معينٍ، قال: سلمة الأبرش رازي يتشيع، قد كتب عنه، وليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال أبو زرعة: كان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه وظلم فيه. وقيل: كان حافظًا يحفظ من مرة. ميزان الاعتدال (٢/ ١٩٢).
فأقل ما يقال في حاله أنه صدوقٌ كثير الخطأ كما قال الحافظ. التقريب (٢٥٠٥).
فبهذا يتبين أن النقل عن ابن عباس لا يصح.
(١) الطبقات الكبرى (١/ ٤٦) من طريق هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عنه به.
قلت: وهذا سند أيضًا لا يصح به نقل عن ابن عباس؛ مسلسل بالعلل، وإليك البيان:
العلة الأولى: هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدًا يحدث عنه. وقال الدارقطني وغيره: متروك. وقال ابن عساكر: رافضي، ليس بثقة. ميزان الاعتدال (٤/ ٣٠٤)
العلة الثانية: أبو النضر محمد بن السائب الكلبي.
قال سفيان: قال الكلبي: قال لي أبو صالح: انظر كل شيء رويت عنى عن ابن عباس فلا تروه.
وقال البخاري: أبو النضر الكلبي تركه يحيى وابن مهدى. ثم قال البخاري: قال علي: حدثنا يحيى، عن سفيان، قال لي الكلبي: كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب.
وقال ابن معين: قال يحيى بن يعلى، عن أبيه، قال: كنت أختلف إلى الكلبي أقرأ عليه القرآن، فسمعته يقول: مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ، فأتيت آل محمد - صلى الله عليه وسلم - فتفلوا في فيَّ، فحفظت ما كنت نسيت.
فقلت: لا والله، لا أروي عنك بعد هذا شيئًا، فتركته. ميزان الاعتدال (٣/ ٥٥٧).
قلت: وهذا يدل على رفضه وخبث مذهبه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>