الفروق بين المصدرين: اتفق المصدران حول نقطتين اثنتين لا ثالث لهما، واختلفا فيما عداهما. اتفقا في مسألة القربان، وفي قتل أحد الأخوين للآخر. أما فيما عدا هاتين النقطتين فإن ما ورد في القرآن يختلف تمامًا عما ورد في التوراة، وذلك على النحو الآتي:
القرآن ... التوراة
لا يسميهما ويكتفي ببنوتهما لآدم كما اكتفى بذكر القربانين ولم يحددهما ... تسمى أحد الأخوين بقابين وهو "القاتل" والثاني "هابيل" كما تصف القربانين وتحدد نوعيهما.
لا يذكر حوارًا حدث بين القاتل وبين الله، ولا يذكر أن القاتل طرده الله من وجهه إلى أرض بعيدة، إذ ليس على الله بعيد. ... تروى حوارًا بين قابين والرب بعد قتله أخاه، وتعلن غضب الرب على قابين وطرده من وجه الرب إلى أرض بعيدة.
يذكر الحديث الذي دار بين ابني آدم، ويفصل القول عما صدر من القتيل قبل قتله وتهديده لأخيه بأنه سيكون من أصحاب النار إذا قتله ظلمًا. ... التوراة تخلو من أي حوار بين الأخوين.
يذكر مسألة الغراب، الذي بعثه الله لِيُرى القاتل كيف يتصرف في جثة أخيه، ويوارى عورته. ... لا مقابل في التوراة لهذه الرواية ولمْ تُبَيِّنْ مصير جثة القتيل؟ !
يصرح بندم "القاتل" بعد دفنه أخاه وإدراكه فداحة جريمته. ... تنسب الندم إلى "قابين" القاتل لما هدده الله بحرمانه من خيرات الأرض، ولا تجعله يشعر بشناعة ذنبه.
يجعل من هذه القصة هدفًا تربويًا ويبنى شريعة القصاص العادل عليها، ... لا هدف لذكر القصة في التوراة إلا مجرد التاريخ، فهي معلومات ذهنية خالية