للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونبدأ بسؤال: هل للإله نسب؟

والإجابة: نعم، يكون للإله نسب إذا كان إلهًا مزيفًا من صنع البشر مثل اللات، وهبل، وقيصر، وفرعون، كل هؤلاء لهم نسب الآلهة الباطلة ممكن أن يكون لها نسب، في حالة المسيح - كما سنرى - فإن له أكثر من نسب، والأمر واضح إذا وجدت من يكتب نسبًا لربه فاعرف مباشرة أن هذا الرب مزيف، لا يحترمه من يكتب له نسبًا؛ بل أظن أنه في داخله لا يؤمن أنه إله على الإطلاق.

وتناقضات نسب المسيح وخلط الأسماء مذكورة في كتب كثيرة سنذكر واحد منها فقط هنا:

١ - متّى يقول: يوسف بن يعقوب، ولوقا يقول: يوسف بن هالي.

لاحظ أن الشخص المذكور نسبه المتناقض هنا هو يوسف النجار رجل مريم، وهذا من أفحش الأخطاء وأشنعها، يبدأ بذكر نسب المسيح وينتهي بيوسف النجار؛ فأي تخبط أسوأ من هذا؟

ولا ندرى كيف يمكن "لابن الله" أن يكون ابن داود من ناحية زوج أمه؟ ألا يعزز هذا اتهام اليهود لأمه والعياذ بالله، عليهم جميعًا من الله ما يستحقون.

ولوقا أو بمعنى أدق كاتب إنجيل لوقا تنبه لهذا العجب فحاول تصحيحه فجاء كما يقول المثل: (يكحلها فعماها) أو زاد الطين بلة، فقال: "على ما كان يظن ابن يوسف" ولا ندري من هم الذين ظنوا ذلك إلا اليهود أعداء المسيح الذين اتهموه بأنه ابن غير شرعي ليوسف النجار، وبناء على هذا الاتهام الفاسد ينسبه لوقا إلى يوسف ويتبع كلامهم كأنه يريد أن يثبت التهمة - يعني لوقا - يقول: هذا نسب المسيح على حسب ظن الناس، وبديهي أنه لا يمكن الأخذ برواية أيٍّ من متى أو لوقا عن النسب المزعوم هذا، ولو اعتبرنا أحدهما صحيحًا لكان الآخر مخطئًا بلا شك.

التناقض: يقول البطريرك شنودة في كتاب سنوات مع أسئلة الناس (٦٣) باختصار: إن هالي هو أخو يعقوب الذي مات، وتزوج يعقوب أخوه امرأته وأنجب يوسف، ويذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>