(الأول) في الباب الثامن من إنجيل مرقص (١٢: ١١): هكذا: فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يحاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. ١٢ فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ:"لِمَاذَا يَطْلُبُ هذَا الْجِيلُ آيَةً؟ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هذَا الْجِيلُ آيَةً! .
فالفريسيون طلبوا معجزة من عيسى - عليه السلام - على سبيل الامتحان، فما أظهر معجزة، ولا أحال في ذلك الوقت إلى معجزة صدرت عنه فيما قبل، ولا وعد بإظهارها فيما بعد أيضًا؛ بل قوله لن يعطى هذا الجيل آية، يدل على أن المعجزة لا تصدر عنه فيما بعد هذا البتة؛ لأن لفظ الجيل يشمل الجميع الذين كانوا في زمانه.
فعيسى - عليه السلام - أظهر معجزة في ذلك الوقت، وقد كان هيردوس يترجى أن يرى منه آية، والأغلب أنه لو رأى لألزم اليهود على اشتكائهم ولما احتقر مع عسكره ولما استهزأ.
(الثالث) في الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا (٦٥: ٦٣): ٦٣ وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ، ٦٤ وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا يَضرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ قَائِلِينَ: "تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ الَّذِي ضَرَبَكَ؟ " ٦٥ وَأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ مُجَدِّفِينَ.
ولما كان سؤالهم استهزاء وتوهينًا، ما أجابهم عيسى - عليه السلام -.
(الرابع) في الباب السابع والعشرين من إنجيل متى هكذا: وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ ٤٠ قَائِلِينَ: "يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ الله فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ! ". ٤١ وَكَذلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: ٤٢ "خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا!