فطلب إبليس على سبيل الامتحان من عيسى - عليه السلام - معجزتين، فما أجاب بواحدة منهما، واعترف في المرة الثانية أنه لا يليق بالمربوب أن يجرب ربه، بل مقتضى العبودية مراعاة الأدب وعدم التجربة.
فاليهود طلبوا معجزة فما أظهرها عيسى - عليه السلام -، ولا أحال إلى معجزة فعلها قبل هذا السؤال؛ بل تكلم بكلام مجمل، لم يفهمه أكثر السامعين؛ بل ارتد كثير من تلاميذه بسببه. كما هو مصرح به في الآية السادسة والستين من الباب المذكور، وهي في الترجمة العربية المطبوعة سنة ١٨٦٠ هكذا:(ومن هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه). وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ١٨٣٥:(ومن ثم ارتد كثير من تلاميذه على أعقابهم ولم يماشوه بعد ذلك أبدًا).
(الثامن) في الباب الأول من الرسالة إلى أهل قورنيثوس (٢٣: ٢٢): فإن اليهود يسألون معجزة، واليونانيون يطلبون حكمة، ونحن نكرز بالمسيح المصلوب وذلك معثرة لليهود وحماقة لليونانيين.
فاليهود كما كانوا يطلبون المعجزة من المسيح عليه السلام كانوا يطلبونها من الحواريين أيضًا، وأقر مقدسهم بولس بأنهم يطلبون المعجزة ونحن نكرز بالمسيح المصلوب.