٥. وفي الطبراني في المعجم الأوسط رقم (٧٥٤٠)، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم العسال، نا سليمان بن داود الشاذكوتي، نا عبيس بن ميمون، حدثني قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الحمى حظ المؤمن من النار"، وقال لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إلا عبيس بن ميمون تفرد به الشاذكوني، سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك، قاله أبو حاتم، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه ابن معين، وقال البخاري: فيه نظر. انظر ميزان الاعتدال (٢/ ٢٠٥)، عيسى بن ميمون، قال أحمد والبخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين وأبو داود: ضعيف، وقال الفلاس: متروك، والنسائي: ليس بثقة (ميزان الاعتدال ٣/ ٢٧). ٦. وفي البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٦٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (٩٨٤٦)، والطحاوي في مشكل الآثار (٣/ ٦٨)، عن أبي ريحانه مرفوعًا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار". وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف. ٧. وفي كشف الأستار (٧٦٥) من طريق عثمان بن مخلد، عن هشيم عن المغيره عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحمى حظ كل مؤمن من النار" وقال عقبه: لا نعلم أسنده عن هشيم إلا عثمان، وعثمان بن مخلد لم يذكر له ابن أبي حاتم جرحًا ولا تعديلًا (٦/ ١٧٠)، وفيه هشيم، وهو مدلس، وقد عنعن في السند، قال الدارقطني في علله: عثمان بن مخلد الواسطي، لا بأس به، لكنه خولف في رفع هذا الحديث، فأخرجه مندل بن علي عن هشيم به موقوفًا، وهو المحفوظ. نقلًا من تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للذيلعي (٢/ ٣٣٥). ٨. جامع البيان (١٦/ ١١١)، وفيه يحيى بن يمان، قال أحمد: ليس بحجة، وقال يحيى بن معين: ليس بثبت، وقال مرة: أرجو أن يكون صدوقا، وقال مرة: ليس به بأس، ابن المديني قال: صدوق، وكان فلج فتغير حفظه، قال النسائي: ليس بالقوي - تهذيب الكمال (٣٢/ ٥٥: ٥٩)، والحديث كما في الطبري بإسناده، عن مجاهد قال: الحمى حظ كل مؤمن من النار، ثم قرأ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}. وبالجملة فقد صحح الشيخ الألباني حديث الحمى هذا نظرًا للشواهد، كما في السلسلة الصحيحة (١٨٢١: ١٨٢٢). أما ابن حجر - رحمه الله - قال (في الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف - بذيل تفسير الكشاف ٣/ ٣٥): وكلها ضعيفة وهي بمعناه لا بلفظه. وفي أضواء البيان (٤/ ٣٨٠): وعلى فرض صحة الحديث؛ الجواب على هذا الاستدلال قالوا: لا دليل فيه لمحل النزاع، لأن السياق صريح في أن الكلام في النار في الآخرة وليس في حرارة منها في الدنيا، لأن أول الكلام قوله تعالى {لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} إلى قوله {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١)} [مريم: ٦٨ - ٧١]، فدل على أن كل ذلك في الآخرة، لا في الدنيا كما ترى.