للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الأسعر الجعض:

إني وجدت الخيل عزًا ظاهرًا ... تنجي من الغمى ويكشفن الدجى

وقال مالك بن عمرو:

متى تفخر بزرعه أو بحجر ... تجد فخرًا يطير به السناء

وقال الحصين بن حمام الفزاري:

تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل أن أتقدما

ذلك أن وجدانك الشيء على وضع من الأوضاع، إنما يعني إدراكك له على هذا الوضع رؤية أو سماعًا أو شمًا أو لمسًا أو شعورًا باطنيًا أو استدلالا عقليًا كما في العبارات الآتية: (نظرت فوجدته قائمًا) أو (حينما اقتربت من الحجرة وجدته يقرأ) أو (قربت الزهرة من نفى فوجدتها مسكية العبير) أو (احتكت يدي بالحائط فوجدته خشن الملمس) أو (وجدت وقع إهانته عليَّ عنيفًا) أو (أعاد العلماء النظر في هيئة الأرض فوجدوها أقرب إلى شكل الكرة) ثم سواء عليك بعد هذا أكان هو فعلًا في الواقع والحقيقة كذلك أم لا.

٤ - وعلى ضوء ما سبق نستطيع أن نقرأ قول الزبيدي صاحب (تاج العروس):

وقال المصنف في البصائر نقلًا عن أبي القاسم الأصبهاني:

الوجود أضرُب: وجود بإحدى الحواس الخمس، نحو: وجدت زيدًا ووجدت طعمه ورائحته وصوته وخشونته، ووجود بقوة الشهوة: وجدت الشبع، ووجود أيده الغضب نحو: وجود الحرب والسخط، ووجود بالعقل أو بوساطة العقل: كمعرفة الله تعالى ومعرفة النبوة، وما نسب إلى الله تعالى من الوجود فبمعنى العلم المجرد، إذ كان الله تعالى منزهًا عن الوصف بالجوارح والآلات، نحو قوله تعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (١٠٢)}. وكذا المعدوم يقال على ضد هذه الأوجه، ويعبر عن التمكن من الشيء بالوجود، نحو قوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} أي حيث رأيتموهم، وقوله تعالى {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُم}، وقوله {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ} وقوله: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} ووجود بالبصيرة، وكذا قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>